الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٧٩
ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون سورة الحشر مدنية. وهى أربع وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم.
____________________
صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول " اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة، فإني وجدت فيما أوحيت إلى لا تجد قوما " وروى أنها نزلت في أبى بكر رضي الله عنه، وذلك أن أبا قحافة سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصكه صكة سقط منها، فقال له رسول الله: أو فعلته؟ قال نعم، قال: لا تعد، قال: والله لو كان السيف قريبا منى لقتلته. وقيل في أبى عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد الله الجراح في يوم أحد. وفى أبى بكر دعا ابنه يوم بدر إلى البراز وقال لرسول الله دعني أكن في الرعلة الأولى، قال: متعنا بنفسك يا أبا بكر، أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصرى؟ وفى مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد. وفى عمر قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر. وفي علي وحمزة وعبيدة بن الحرث قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة ".
سورة الحشر مدنية. وهى أربع وعشرون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) صالح بنو النضير رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يكونوا عليه ولا له، فلما ظهر يوم بدر قالوا:
هو النبي الذي نعته في التوراة لا ترد له راية، فلما هزم المسلمون يوم أحد ارتابوا ونكثوا، فخرج كعب بن الأشرف في أربعين راكبا إلى مكة فحالفوا عليه قريشا عند الكعبة، فأمر عليه الصلاة والسلام محمد بن مسلمة الأنصاري فقتل كعبا غيلة وكان أخاه من الرضاعة، ثم صبحهم بالكتائب وهو على حمار مخطوم بليف فقال لهم اخرجوا من المدينة، فقالوا: الموت أحب إلينا من ذاك، فتنادوا بالحرب. وقيل استمهلوا رسول الله عشرة أيام ليتجهزوا للخروج فدس عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه إليهم لا تخرجوا من الحصن فإن قاتلوكم فنحن معكم لا نخذلكم، ولئن خرجتم لنخرجن معكم فدربوا على الأزقة وحصنوها فحاصروهم إحدى وعشرين ليلة، فلما
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»