____________________
وروى " دون الثالث " وقرئ فلا تناجوا. وعن ابن مسعود " إذا انتجيتم فلا تنتجوا " (إنما النجوى) اللام إشارة إلى النجوى بالإثم والعدوان بدليل قوله تعالى (ليحزن الذين آمنوا) والمعنى: أن الشيطان يزينها فهم فكأنها منه ليغيظ الذين آمنوا ويحزنهم (وليس) الشيطان أو الحزن (بضارهم شيئا إلا بإذن الله). فإن قلت: كيف لا يضرهم الشيطان أو الحزن إلا بإذن الله؟ قلت: كانوا يوهمون المؤمنين في نجواهم وتغامزهم أن غزاتهم غلبوا وأن أقاربهم قتلوا فقال: لا يضرهم الشيطان أو الحزن بذلك الموهم إلا بإذن الله: أي بمشيئته، وهو أن يقضى الموت على أقاربهم أو الغلبة على الغزاة. وقرئ ليحزن وليحزن (تفسحوا في المجلس) توسعوا فيه وليفسح بعضكم عن بعض من قولهم افسح عنى: أي تنح ولا تتضاموا. وقرئ تفاسحوا، والمراد مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يتضامون فيه تنافسا على القرب منه وحرصا على استماع كلامه. وقيل هو المجلس من مجالس القتال وهى مراكز الغزاة كقوله تعالى - مقاعد للقتال - وقرئ في المجالس. قيل كان الرجل يأتي الصف فيقول تفسحوا فيأبون لحرصهم على الشهادة وقرئ في المجلس بفتح اللام وهو الجلوس: أي توسعوا في جلوسكم ولا تتضايقوا فيه (يفسح الله لكم) مطلق في كل ما يبتغى الناس الفسحة فيه من المكان والرزق والصدر والقبر وغير ذلك (انشزوا) انهضوا للتوسعة على المقبلين، أو انهضوا عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرتم بالنهوض عنه ولا تملوا رسول الله بالارتكاز فيه، أو انهضوا إلى الصلاة والجهاد وأعمال الخير إذا استنهضتم ولا تثبطوا ولا تفرطوا (يرفع الله) المؤمنين بامتثال أوامره وأوامر رسوله والعالمين منهم خاصة (درجات والله بما تعملون) قرئ بالتاء والياء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان إذا قرأها قال: يا أيها الناس افهموا هذه الآية ولترغبكم في العلم. وعن النبي صلى الله عليه وسلم