____________________
كل نفس بما كسبت - فهو يراقب ذلك فلا يجسر على معصيته، وقيل هو مقحم كما تقول أخاف جانب فلان وفعلت هذا لمكانك وأنشد:
ذعرت به القطا ونفيت عنه * مقام الذئب كالرجل اللعين يريد ونفيت عنه الذئب. فإن قلت: لم قال جنتان؟ قلت: الخطاب للثقلين فكأنه قيل: لكل خائفين منكما جنتان: جنة للخائف الإنسي، وجنة للخائف الجنى. ويجوز أن يقال: جنة لفعل الطاعات، وجنة لترك المعاصي لأن التكليف دائر عليهما. وأن يقال: جنة يثاب بها، وأخرى تضم إليها على وجه التفضل كقوله تعالى - للذين أحسنوا الحسنى وزيادة - خص الأفنان بالذكر وهى الغصنة التي تتشعب من فروع الشجرة لأنها هي التي تورق وتثمر فمنها تمتد الظلال ومنها تجنى الثمار، وقيل الأفنان ألوان النعم ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين، قال:
ومن كل أفنان اللذاذة والصبا * لهوت به والعيش أخضر ناضر (عينان تجريان) حيث شاءوا في الأعالي والأسافل. وقيل تجريان من جبل من مسك. وعن الحسن:
تجريان بالماء الزلال إحداهما التسنيم والأخرى السلسبيل (زوجان) صنفان، قيل صنف معروف وصنف غريب (متكئين) نصب على المدح للخائفين أو حال منهم لأن من خاف في معنى الجمع (بطائنها من إستبرق) من ديباج ثخين، وإذا كانت البطائن من الإستبرق فما ظنك بالظهائر؟ وقيل ظهائرها من سندس، وقيل من نور (دان) قريب يناله القائم والقاعد والنائم. وقرئ وجنى بكسر الجيم (فيهن) في هذه الآلاء المعدودة من الجنتين والعينين والفاكهة والفرش والجنى أي في الجنتين لاشتمالهما على أماكن وقصور ومجالس (قاصرات الطرف) نساء قصرن أبصارهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم. لم يطمث الإنسيات منهن أحد من الإنس ولا الجنيات أحد من الجن، وهذا دليل على أن الجن يطمثون كما يطمث الإنس. وقرئ لم يطمثهن بضم الميم. قيل هن في صفاء الياقوت وبياض المرجان وصغار الدر أنصع بياضا. قيل إن الحوراء تلبس سبعين حلة فيرى مخ ساقها من ورائها كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء (هل جزاء الإحسان) في العمل (إلا الإحسان) في الثواب. وعن محمد ابن الحنفية: هي مسجلة للبر والفاجر: أي مرسلة: يعنى أن كل من أحسن أحسن إليه وكل من أساء أسئ إليه
ذعرت به القطا ونفيت عنه * مقام الذئب كالرجل اللعين يريد ونفيت عنه الذئب. فإن قلت: لم قال جنتان؟ قلت: الخطاب للثقلين فكأنه قيل: لكل خائفين منكما جنتان: جنة للخائف الإنسي، وجنة للخائف الجنى. ويجوز أن يقال: جنة لفعل الطاعات، وجنة لترك المعاصي لأن التكليف دائر عليهما. وأن يقال: جنة يثاب بها، وأخرى تضم إليها على وجه التفضل كقوله تعالى - للذين أحسنوا الحسنى وزيادة - خص الأفنان بالذكر وهى الغصنة التي تتشعب من فروع الشجرة لأنها هي التي تورق وتثمر فمنها تمتد الظلال ومنها تجنى الثمار، وقيل الأفنان ألوان النعم ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين، قال:
ومن كل أفنان اللذاذة والصبا * لهوت به والعيش أخضر ناضر (عينان تجريان) حيث شاءوا في الأعالي والأسافل. وقيل تجريان من جبل من مسك. وعن الحسن:
تجريان بالماء الزلال إحداهما التسنيم والأخرى السلسبيل (زوجان) صنفان، قيل صنف معروف وصنف غريب (متكئين) نصب على المدح للخائفين أو حال منهم لأن من خاف في معنى الجمع (بطائنها من إستبرق) من ديباج ثخين، وإذا كانت البطائن من الإستبرق فما ظنك بالظهائر؟ وقيل ظهائرها من سندس، وقيل من نور (دان) قريب يناله القائم والقاعد والنائم. وقرئ وجنى بكسر الجيم (فيهن) في هذه الآلاء المعدودة من الجنتين والعينين والفاكهة والفرش والجنى أي في الجنتين لاشتمالهما على أماكن وقصور ومجالس (قاصرات الطرف) نساء قصرن أبصارهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم. لم يطمث الإنسيات منهن أحد من الإنس ولا الجنيات أحد من الجن، وهذا دليل على أن الجن يطمثون كما يطمث الإنس. وقرئ لم يطمثهن بضم الميم. قيل هن في صفاء الياقوت وبياض المرجان وصغار الدر أنصع بياضا. قيل إن الحوراء تلبس سبعين حلة فيرى مخ ساقها من ورائها كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء (هل جزاء الإحسان) في العمل (إلا الإحسان) في الثواب. وعن محمد ابن الحنفية: هي مسجلة للبر والفاجر: أي مرسلة: يعنى أن كل من أحسن أحسن إليه وكل من أساء أسئ إليه