الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٦٠
فروح وريحان وجنة نعيم. وأما إن كان من أصحاب اليمين. فسلام لك من أصحاب اليمين. وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم.
وتصلية جحيم. إن هذا لهو حق اليقين. فسبح باسم ربك العظيم.
سورة الحديد مكية. وهى تسع وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم. له ملك السماوات
____________________
في أول السورة (فروح) فله استراحة، وروت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فروح بالضم. وقرأ به الحسن وقال: الروح الرحمة لأنها كالحياة للمرحوم، وقيل البقاء: أي فهذان له معا وهو الخلود مع الرزق والنعيم. والريحان الرزق (فسلام لك من أصحاب اليمين) أي فسلام لك يا صحاب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين: أي يسلمون عليك كقوله تعالى - إلا قيلا سلاما سلاما - (فنزل من حميم) كقوله تعالى - هذا نزلهم يوم الدين - وقرئ بالتخفيف (وتصلية جحيم) قرئت بالرفع والجر عطفا على نزل وحميم (إن هذا) الذي أنزل في هذه السورة (لهو حق اليقين) أي الحق الثابت من اليقين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا ".
سورة الحديد مكية. وهى تسع وعشرون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) جاء في بعض الفواتح سبح على لفظ الماضي وفى بعضها على لفظ المضارع، وكل واحد منهما معناه أن من شأن من أسند إليه التسبيح أن يسبحه وذلك هجيراه وديدنه، وقد عدى هذا الفعل باللام تارة وبنفسه أخرى في قوله تعالى - ويسبحوه - وأصله التعدي بنفسه لأن معنى سبحته بعدته عن السوء منقول من سبح إذا ذهب وبعد، فاللام لا تخلو إما أن تكون مثل اللام في نصحته ونصحت له، وإما أن يراد بسبح لله أحداث التسبيح لأجل الله ولوجهه خالصا (ما في السماوات والأرض) ما يتأتى منه التسبيح ويصح.. فإن قلت: ما محل
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»