فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان. فبأي آلاء ربكما تكذبان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام. فبأي آلاء ربكما تكذبان. هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون. يطوفون بينهما وبين حميم آن. فبأي آلاء ربكما تكذبان. ولمن خاف مقام ربه جنتان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. ذواتا أفنان. فبأي آلاء
____________________
(فلا تنتصران) فلا تمتنعان (وردة) حمراء (كالدهان) كدهن الزيت كما قال كالمهل وهو دردي الزيت وهو جمع دهن واسم ما يدهن به كالجزام والإدام، قال:
كأنهما مزادتا متعجل * فريان لما تدهنا بدهان وقيل الدهان الأديم الأحمر، وقرأ عمرو بن عبيد وردة بالرفع بمعنى فحصلت سماء وردة وهو من الكلام الذي يسمى التجريد كقوله:
فلئن بقيت لأرحلن بغزوة * تحوى الغنائم أو يموت كريم (إنس) بعض من الإنس (ولا جان) أريد به ولا جن: أي ولا بعض من الجن، فوضع الجان الذي هو أبو الجن موضع الجن كما يقال هاشم ويراد ولده، وإنما وحد ضمير الإنس في قوله عن ذنبه لكونه في معنى البعض والمعنى: لا يسئلون لأنهم يعرفون بسيما المجرمين وهى سواد الوجوه وزرقة العيون. فإن قلت: هذا خلاف قوله تعالى - فو ربك لنسألنهم أجمعين - وقوله - وقفوهم إنهم مسؤولون -. قلت: ذلك يوم طويل وفيه مواطن فيسئلون في موطن ولا يسئلون في آخر. قال قتادة: قد كانت مسألة ثم ختم على أفواه القوم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. وقيل لا يسئل عن ذنبه ليعلم من جهته ولكن يسئل سؤال توبيخ. وقرأ الحسن وعمر بن عبيد ولا جأن فرارا من إلتقاء الساكنين وإن كان على حده (فيؤخذ بالنواصي والأقدام) عن الضحاك يجمع بين ناصيته وقدمه في سلسلة من وراء ظهره. وقيل تسحبهم الملائكة تارة تأخذ بالنواصي وتارة تأخذ بالأقدام (حميم آن) ماء حار قد انتهى حره ونضجه: أي يعاقب عليهم بين التصلية بالنار وبين شرب الحميم. وقيل إذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم. وقيل إن واديا من أودية جهنم يجتمع فيه صديد أهل النار فينطلق بهم في الأغلال فيغمسون فيه حتى تنخلع أوصالهم ثم يخرجون منه وقد أحدث الله لهم خلقا جديدا. وقرئ يطوفون من التطويف، ويطوفون أي يتطوفون ويطافون. وفى قراءة عبد الله: هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان تصليان لا تموتان فيها ولا تحييان يطوفون بينهما. ونعمة الله فيما ذكره من هول العذاب نجاة الناجي منه برحمته وفضله وما في الإنذار به من اللطف (مقام ربه) موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب يوم القيامة - يوم يقوم الناس لرب العالمين - ونحوه - ذلك لمن خاف مقامي - ويجوز أن يراد بمقام ربه أن الله قائم عليه أي حافظ مهيمن من قوله تعالى - أفمن هو قائم على
كأنهما مزادتا متعجل * فريان لما تدهنا بدهان وقيل الدهان الأديم الأحمر، وقرأ عمرو بن عبيد وردة بالرفع بمعنى فحصلت سماء وردة وهو من الكلام الذي يسمى التجريد كقوله:
فلئن بقيت لأرحلن بغزوة * تحوى الغنائم أو يموت كريم (إنس) بعض من الإنس (ولا جان) أريد به ولا جن: أي ولا بعض من الجن، فوضع الجان الذي هو أبو الجن موضع الجن كما يقال هاشم ويراد ولده، وإنما وحد ضمير الإنس في قوله عن ذنبه لكونه في معنى البعض والمعنى: لا يسئلون لأنهم يعرفون بسيما المجرمين وهى سواد الوجوه وزرقة العيون. فإن قلت: هذا خلاف قوله تعالى - فو ربك لنسألنهم أجمعين - وقوله - وقفوهم إنهم مسؤولون -. قلت: ذلك يوم طويل وفيه مواطن فيسئلون في موطن ولا يسئلون في آخر. قال قتادة: قد كانت مسألة ثم ختم على أفواه القوم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. وقيل لا يسئل عن ذنبه ليعلم من جهته ولكن يسئل سؤال توبيخ. وقرأ الحسن وعمر بن عبيد ولا جأن فرارا من إلتقاء الساكنين وإن كان على حده (فيؤخذ بالنواصي والأقدام) عن الضحاك يجمع بين ناصيته وقدمه في سلسلة من وراء ظهره. وقيل تسحبهم الملائكة تارة تأخذ بالنواصي وتارة تأخذ بالأقدام (حميم آن) ماء حار قد انتهى حره ونضجه: أي يعاقب عليهم بين التصلية بالنار وبين شرب الحميم. وقيل إذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم. وقيل إن واديا من أودية جهنم يجتمع فيه صديد أهل النار فينطلق بهم في الأغلال فيغمسون فيه حتى تنخلع أوصالهم ثم يخرجون منه وقد أحدث الله لهم خلقا جديدا. وقرئ يطوفون من التطويف، ويطوفون أي يتطوفون ويطافون. وفى قراءة عبد الله: هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان تصليان لا تموتان فيها ولا تحييان يطوفون بينهما. ونعمة الله فيما ذكره من هول العذاب نجاة الناجي منه برحمته وفضله وما في الإنذار به من اللطف (مقام ربه) موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب يوم القيامة - يوم يقوم الناس لرب العالمين - ونحوه - ذلك لمن خاف مقامي - ويجوز أن يراد بمقام ربه أن الله قائم عليه أي حافظ مهيمن من قوله تعالى - أفمن هو قائم على