الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٥٤
ولا يوثق وثاقه أحد. يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية.
فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي.
سورة البلد مكية. وهى عشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم
____________________
ابن خلف: أي لا يعذب أحد مثل عذابه ولا يوثق بالسلاسل والأغلال مثل وثاقه لتناهيه في كفره وعناده، أو لا يحمل عذاب الانسان أحد كقوله - ولا تزر وازرة وزر أخرى - وقرئ بالكسر، والضمير لله تعالى: أي لا يتولى عذاب الله أحد لان الامر لله وحده في ذلك اليوم أو للانسان: أي لا يعذب أحد من الزبانية مثل ما يعذبونه (يا أيتها النفس) على إرادة القول: أي يقول الله للمؤمن: يا أيتها النفس، إما أن يكلمه إكراما له كما كلم موسى صلوات الله عليه أو على لسان ملك، و (المطمئنة) الامنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن وهى النفس المؤمنة، أو المطمئنة إلى الحق التي سكنها ثلج اليقين فلا يخالجها شك. ويشهد للتفسير الأول قراءة أبي بن كعب: يا أيتها النفس الامنة المطمئنة.
فإن قلت: متى يقال لها ذلك؟ قلت: إما عند الموت وإما عند البعث وإما عند دخول الجنة على معنى ارجعي إلى موعد ربك (راضية) بما أوتيت (مرضية) عند الله (فادخلي في عبادي) في جملة عبادي الصالحين وانتظمي في سلكهم (وادخلي جنتي) معهم، وقيل النفس الروح، ومعناه: فادخلي في أجساد عبادي. وقرأ ابن عبادي فادخلي في عبدي. وقرأ ابن مسعود في جسد عبدي. وقرأ أبى ائتي ربك راضية مرضية ادخلي في عبدي. وقيل نزلت في حمزة بن عبد المطلب، وقيل في خبيب بن عدي الذي صلبه أهل مكة وجعلوا وجهه إلى المدينة فقال:
اللهم إن كان لي عندك خير فحول وجهي نحو قبلتك، فحول الله وجهه نحوها فلم يستطع أحد أن يحوله، والظاهر العموم. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الفجر في الليالي العشر غفر له، ومن قرأها في سائر الأيام كانت له نورا يوم القيامة ".
سورة البلد مكية. وهى عشرون آية (بسم الله الرحمن الرحيم)
(٢٥٤)
مفاتيح البحث: سورة البلد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»