وثمود الذين جابوا الصخر بالواد. وفرعون ذي الأوتاد. الذين طغوا في البلاد.
____________________
والمقسم عليه محذوف وهو ليعذبن يدل عليه قوله - ألم تر - إلى قوله - فصب عليهم ربك سوط عذاب - قيل لعقب عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عاد كما يقال لبنى هاشم هاشم، ثم قيل للأولين منهم عاد الأولى وإرم تسمية لهم باسم جدهم ولمن بعدهم عاد الأخيرة، قال ابن الرقيات:
مجدا تليدا بناه أوله * أدرك عادا وقبلها إرما فإرم في قوله (بعاد. إرم) عطف بيان لعاد وإيذان بأنهم عاد الأولى القديمة، وقيل إرم بلدتهم وأرضهم التي كانوا فيها، ويدل عليه قراءة ابن الزبير بعاد إرم على الإضافة وتقديره بعاد أهل إرم كقوله - واسأل القرية - ولم تنصرف قبيلة كانت أو أرضا للتعريف والتأنيث. وقرأ الحسن بعاد إرم مفتوحتين، وقرئ بعاد إرم بسكون الراء على التخفيف كما قرئ بورقكم. وقرئ بعاد إرم ذات العماد بإضافة إرم إلى ذات العماد، والإرم: العلم، يعنى بعاد أهل أعلام ذات العماد، و (ذات العماد) اسم المدينة، وقرئ بعاد أرم ذات العماد: أي جعل الله ذات العماد رميما بدل من فعل ربك، وذات العماد إذا كانت صفة للقبيلة فالمعنى أنهم كانوا بدويين أهل عمد، أو طوال الأجسام على تشبيه قدودهم بالأعمدة، ومنه قولهم رجل معمد وعمدان إذا كان طويلا. وقيل ذات البناء الرفيع، وإن كانت صفة للبلدة فالمعنى أنها ذات أساطير. وروى أنه كان لعاد ابنان شداد وشديد فملكا وقهرا، ثم مات شديد وخلص الامر لشداد فملك الدنيا ودانت له ملوكها، فسمع بذكر الجنة فقال أبنى مثلها، فبنى إرم في بعض صحارى عدن في ثلاثمائة سنة، وكان عمره تسعمائة سنة، وهى مدينة عظيمة قصورها من الذهب والفضة وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أصناف الأشجار والأنهار المطردة، ولما تم بناؤها سار إليها بأهل مملكته، فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا. وعن عبد الله بن قلابة أنه خرج في طلب إبل له، فوقع عليها فحمل ما قدر عليه مما ثم، وبلغ خبره معاوية فاستحضره فقص عليه، فبعث إلى كعب فسأله فقال: هي إرم ذات العماد، وسيدخلها رجل من المسلمين في زمانك أحمر أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عقبه خال يخرج في طلب إبل له، ثم التفت فأبصر ابن قلابة فقال: هذا والله ذلك الرجل (لم يخلق مثلها) مثل عاد (في البلاد) عظم أجرام وقوة، كان طول الرجل منهم أربعمائة ذراع، وكان يأتي الصخرة العظيمة فيحملها فيلقيها على الحي فيهلكهم، أو لم يخلق مثل مدينة شداد في جميع بلاد الدنيا. وقرأ ابن الزبير لم يخلق مثلها: أي لم يخلق الله مثلها (جابوا الصخر) قطعوا صخر الجبال واتخذوا فيها بيوتا كقوله - وتنحتون من الجبال بيوتا - قيل أول من نحت الجبال والصخور والرخام ثمود وبنوا ألفا وسبعمائة مدينة كلها من الحجارة. قيل له ذو الأوتاد لكثرة جنوده ومضاربهم التي كانوا يضربونها إذا نزلوا، أو لتعذيبه بالأوتاد كما فعل بماشطة بنته وبآسية (الذين طغوا) أحسن الوجوه فيه أن يكون في محل النصب عن الذم. ويجوز أن يكون مرفوعا على هم الذين طغوا، أو مجرورا على وصف المذكورين عاد وثمود وفرعون. يقال صب عليه السوط وغشاه وقنعه، وذكر السوط إشارة إلى أن
مجدا تليدا بناه أوله * أدرك عادا وقبلها إرما فإرم في قوله (بعاد. إرم) عطف بيان لعاد وإيذان بأنهم عاد الأولى القديمة، وقيل إرم بلدتهم وأرضهم التي كانوا فيها، ويدل عليه قراءة ابن الزبير بعاد إرم على الإضافة وتقديره بعاد أهل إرم كقوله - واسأل القرية - ولم تنصرف قبيلة كانت أو أرضا للتعريف والتأنيث. وقرأ الحسن بعاد إرم مفتوحتين، وقرئ بعاد إرم بسكون الراء على التخفيف كما قرئ بورقكم. وقرئ بعاد إرم ذات العماد بإضافة إرم إلى ذات العماد، والإرم: العلم، يعنى بعاد أهل أعلام ذات العماد، و (ذات العماد) اسم المدينة، وقرئ بعاد أرم ذات العماد: أي جعل الله ذات العماد رميما بدل من فعل ربك، وذات العماد إذا كانت صفة للقبيلة فالمعنى أنهم كانوا بدويين أهل عمد، أو طوال الأجسام على تشبيه قدودهم بالأعمدة، ومنه قولهم رجل معمد وعمدان إذا كان طويلا. وقيل ذات البناء الرفيع، وإن كانت صفة للبلدة فالمعنى أنها ذات أساطير. وروى أنه كان لعاد ابنان شداد وشديد فملكا وقهرا، ثم مات شديد وخلص الامر لشداد فملك الدنيا ودانت له ملوكها، فسمع بذكر الجنة فقال أبنى مثلها، فبنى إرم في بعض صحارى عدن في ثلاثمائة سنة، وكان عمره تسعمائة سنة، وهى مدينة عظيمة قصورها من الذهب والفضة وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أصناف الأشجار والأنهار المطردة، ولما تم بناؤها سار إليها بأهل مملكته، فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا. وعن عبد الله بن قلابة أنه خرج في طلب إبل له، فوقع عليها فحمل ما قدر عليه مما ثم، وبلغ خبره معاوية فاستحضره فقص عليه، فبعث إلى كعب فسأله فقال: هي إرم ذات العماد، وسيدخلها رجل من المسلمين في زمانك أحمر أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عقبه خال يخرج في طلب إبل له، ثم التفت فأبصر ابن قلابة فقال: هذا والله ذلك الرجل (لم يخلق مثلها) مثل عاد (في البلاد) عظم أجرام وقوة، كان طول الرجل منهم أربعمائة ذراع، وكان يأتي الصخرة العظيمة فيحملها فيلقيها على الحي فيهلكهم، أو لم يخلق مثل مدينة شداد في جميع بلاد الدنيا. وقرأ ابن الزبير لم يخلق مثلها: أي لم يخلق الله مثلها (جابوا الصخر) قطعوا صخر الجبال واتخذوا فيها بيوتا كقوله - وتنحتون من الجبال بيوتا - قيل أول من نحت الجبال والصخور والرخام ثمود وبنوا ألفا وسبعمائة مدينة كلها من الحجارة. قيل له ذو الأوتاد لكثرة جنوده ومضاربهم التي كانوا يضربونها إذا نزلوا، أو لتعذيبه بالأوتاد كما فعل بماشطة بنته وبآسية (الذين طغوا) أحسن الوجوه فيه أن يكون في محل النصب عن الذم. ويجوز أن يكون مرفوعا على هم الذين طغوا، أو مجرورا على وصف المذكورين عاد وثمود وفرعون. يقال صب عليه السوط وغشاه وقنعه، وذكر السوط إشارة إلى أن