____________________
الشرائع وأسهلها مأخذا، وقيل نوفقك لعمل الجنة. فإن قلت: كان الرسول صلى الله عليه وسلم مأمورا بالذكرى نفعت أو لم تنفع، فما معنى اشتراط النفع؟ قلت: هو على وجهين: أحدهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استفرغ مجهوده في تذكيرهم، وما كانوا يزيدون على زيادة الذكرى إلا عتوا وطغيانا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتلظى حسرة وتلهفا ويزداد جدا في تذكيرهم وحرصا عليه فقيل له - وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد - و- أعرض عنهم وقل سلام - وذكر إن نفعت الذكرى - وذلك بعد إلزام الحجة بتكرير التذكير والثاني أن يكون ظاهره شرطا ومعناه ذما للمذكرين وإخبارا عن حالهم واستبعادا لتأثير الذكرى فيهم وتسجيلا عليهم بالطبع على قلوبهم، كما تقول للواعظ: عظ المكاسين إن سمعوا منك، قاصدا بهذا الشرط استبعاد ذلك، وأنه لن يكون (سيذكر) فيقبل التذكرة وينتفع بها (من يخشى) الله وسوء العاقبة فينظر ويفكر حتى يقوده النظر إلى اتباع الحق، فأما هؤلاء فغير خاشين ولا ناظرين فلا تأمل أن يقبلوا منك (ويتجنبها) ويتجنب الذكرى ويتحاماها (الأشقى) الكافر لأنه أشقى من الفاسق، أو الذي هو أشقى الكفرة لتوغله في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة (النار الكبرى) السفلى من أطباق النار. وقيل الكبرى نار جهنم والصغرى نار الدنيا. وقيل (ثم) لان الترجح بين الحياة والموت أفظع من الصلي فهو متراخ عنه في مراتب الشدة، والمعنى: لا يموت فيستريح ولا يحيا حياة تنفعه (تزكى) تطهر من الشرك والمعاصي، أو تطهر للصلاة، أو تكثر من التقوى من الزكاء وهو النماء، أو تفعل من الزكاة كتصدق من الصدقة (فصلى) أي الصلوات الخمس نحو قوله - وأقام الصلاة وآتى الزكاة - وعن ابن مسعود " رحم الله امرأ تصدق وصلى " وعن علي رضي الله عنه : أنه التصدق بصدقة الفطر، وقال: لا أبالى أن لا أجد في كتابي غيرها لقوله - قد أفلح من تزكى - أي