وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه تلهى. كلا إنها تذكرة. فمن شاء ذكره. في صحف مكرمة. مرفوعة مطهرة. بأيدي سفرة.
كرام بررة.
____________________
بتولي أو بعبس على اختلاف المذهبين، ومعناه: عبس لان جاءه الأعمى أو أعرض لذلك. وقرئ أأن جاءه بهمزتين وبألف بينهما وقف على عبس وتولى، ثم ابتدئ على معنى ألان جاءه الأعمى فعلى ذلك إنكارا عليه.
وروى أن ما عبس بعدها في وجه فقير قط ولا تصدى لغنى. وفى الاخبار عما فرط منه ثم الاقبال عليه بالخطاب دليل على زيادة الانكار كمن يشكو إلى الناس جانيا جنى عليه ثم يقبل على الجاني إذا حمى في الشكاية مواجها له بالتوبيخ وإلزام الحجة، وفى ذكر الأعمى نحو من ذلك كأنه يقول: قد استحق عنده العبوس والاعراض لأنه أعمى، وكان يجب أن يزيده لعماه تعطفا وترؤفا وتقريبا وترحيبا، ولقد تأدب الناس بأدب الله في هذا تأدبا حسنا، فقد روى عن سفيان الثرى رحمه الله أن الفقراء كانوا في مجلسه أمراء (وما يدريك) وأي شئ يجعلك داريا بحال هذا الأعمى (لعله يزكى) أي يتطهر بما يتلقن من الشرائع من بعض أوضار الاثم (أو يذكر) أو يتعظ - فتنفعه) ذكراك، أي موعظتك وتكون له لطفا في بعض الطاعات، والمعنى: أنك لا تدرى ما هو مترقب منه من تزك أو تذكر، ولو دريت لما فرط ذلك منك، وقيل الضمير في لعله للكافر: يعنى أنك طمعت في أن يتزكى بالاسلام أو يذكر فتقر به الذكرى إلى قبول الحق، وما يدريك أن ما طمعت فيه كائن، وقرئ فتنفعه بالرفع عطفا على يذكر وبالنصب جوابا للعل كقوله - فأطلع إلى إله موسى - (تصدى) تتعرض بالاقبال عليه والمصاداة المعارضة.
وقرئ تصدى بالتشديد بإدغام التاء في الصاد. قرأ أبو جعفر تصدى بضم التاء: أي تعرض، ومعناه: يدعوك داع إلى التصدي له من الحرص والتهالك على إسلامه، وليس عليك بأس في أن لا يتزكى بالاسلام إن عليك إلا البلاغ (يسعى) يسرع في طلب الخير (وهو يخشى) الله أو يخشى الكفار وأذاهم في إتيانك، وقيل جاء وليس معه قائد فهو يخشى الكبوة (تلهى) تتشاغل من لهى عنه والتهى وتلهى. وقرأ طلحة بن مصرف تتلهمى، وقرأ أبو جعفر تلهى: أي يلهيك شأن الصناديد. فإن قلت: قوله - فأنت له تصدى، فأنت عنه تلهى - كأن فيه اختصاصا؟ قلت: نعم ومعناه: إنكار التصدي والتلهي عليه: أي مثلك خصوصا لا ينبغي له أن يتصدى للغنى ويتلهى عن الفقير (كلا) ردع عن المعاتب لعليه، وعن معاودة مثله (إنها تذكرة) أي موعظة يجب الاتعاظ بها والعمل بموجبها (فمن شاء ذكره) أي كان حافظا له غير ناس وذكر الضمير لان التذكرة في معنى الذكر والوعظ (في صحف) صفة لتذكرة، يعنى أنها مثبتة في صحف منتسخة من اللوح (مكرمة) عند الله (مرفوعة) في السماء أو مرفوعة المقدار (مطهرة) منزهة عن أيدي الشياطين لا يمسها إلا أيدي ملائكة مطهرين (سفرة) كتبة بنتسخون الكتب من اللوح (بررة) أتقياء، وقيل هي صحف الأنبياء كقوله - إن هذا لفى الصحف الأولى - وقيل السفرة:
وروى أن ما عبس بعدها في وجه فقير قط ولا تصدى لغنى. وفى الاخبار عما فرط منه ثم الاقبال عليه بالخطاب دليل على زيادة الانكار كمن يشكو إلى الناس جانيا جنى عليه ثم يقبل على الجاني إذا حمى في الشكاية مواجها له بالتوبيخ وإلزام الحجة، وفى ذكر الأعمى نحو من ذلك كأنه يقول: قد استحق عنده العبوس والاعراض لأنه أعمى، وكان يجب أن يزيده لعماه تعطفا وترؤفا وتقريبا وترحيبا، ولقد تأدب الناس بأدب الله في هذا تأدبا حسنا، فقد روى عن سفيان الثرى رحمه الله أن الفقراء كانوا في مجلسه أمراء (وما يدريك) وأي شئ يجعلك داريا بحال هذا الأعمى (لعله يزكى) أي يتطهر بما يتلقن من الشرائع من بعض أوضار الاثم (أو يذكر) أو يتعظ - فتنفعه) ذكراك، أي موعظتك وتكون له لطفا في بعض الطاعات، والمعنى: أنك لا تدرى ما هو مترقب منه من تزك أو تذكر، ولو دريت لما فرط ذلك منك، وقيل الضمير في لعله للكافر: يعنى أنك طمعت في أن يتزكى بالاسلام أو يذكر فتقر به الذكرى إلى قبول الحق، وما يدريك أن ما طمعت فيه كائن، وقرئ فتنفعه بالرفع عطفا على يذكر وبالنصب جوابا للعل كقوله - فأطلع إلى إله موسى - (تصدى) تتعرض بالاقبال عليه والمصاداة المعارضة.
وقرئ تصدى بالتشديد بإدغام التاء في الصاد. قرأ أبو جعفر تصدى بضم التاء: أي تعرض، ومعناه: يدعوك داع إلى التصدي له من الحرص والتهالك على إسلامه، وليس عليك بأس في أن لا يتزكى بالاسلام إن عليك إلا البلاغ (يسعى) يسرع في طلب الخير (وهو يخشى) الله أو يخشى الكفار وأذاهم في إتيانك، وقيل جاء وليس معه قائد فهو يخشى الكبوة (تلهى) تتشاغل من لهى عنه والتهى وتلهى. وقرأ طلحة بن مصرف تتلهمى، وقرأ أبو جعفر تلهى: أي يلهيك شأن الصناديد. فإن قلت: قوله - فأنت له تصدى، فأنت عنه تلهى - كأن فيه اختصاصا؟ قلت: نعم ومعناه: إنكار التصدي والتلهي عليه: أي مثلك خصوصا لا ينبغي له أن يتصدى للغنى ويتلهى عن الفقير (كلا) ردع عن المعاتب لعليه، وعن معاودة مثله (إنها تذكرة) أي موعظة يجب الاتعاظ بها والعمل بموجبها (فمن شاء ذكره) أي كان حافظا له غير ناس وذكر الضمير لان التذكرة في معنى الذكر والوعظ (في صحف) صفة لتذكرة، يعنى أنها مثبتة في صحف منتسخة من اللوح (مكرمة) عند الله (مرفوعة) في السماء أو مرفوعة المقدار (مطهرة) منزهة عن أيدي الشياطين لا يمسها إلا أيدي ملائكة مطهرين (سفرة) كتبة بنتسخون الكتب من اللوح (بررة) أتقياء، وقيل هي صحف الأنبياء كقوله - إن هذا لفى الصحف الأولى - وقيل السفرة: