الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢١٧
سورة عبس مكية. وهى إحدى وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم عبس وتولى. أن جاءه الأعمى.
____________________
فإن قلت: كيف صحت إضافة الضحى إلى العشية؟ قلت: لما بينهما من الملابسة لاجتماعهما في نهار واحد. فإن قلت:
فهلا قيل إلا عشية أو ضحى وما فائدة الإضافة؟ قلت: الدلالة على أن مدة لبثهم كأنها لم تبلغ يوما كاملا ولكن ساعة منه عشيته أو ضحاه، فلما ترك اليوم أضافه إلى عشيته فهو كقوله - لم يلبثوا إلا ساعة من نهار - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة والنازعات كان ممن حبسه الله في القبر والقيامة حتى يدخل الجنة قدر صلاة المكتوبة ".
سورة عبس مكية. وهى إحدى وأربعون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم، وأم مكتوم أم أبيه واسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بنى عامر بن لؤي وعنده صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة يدعوهم إلى الاسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم، فقال:
يا رسول الله أقرأني وعلمني مما علمك الله، وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه ويقول إذا رآه:
مرحبا بمن عاتبني فيه ربى، ويقول له: هل لك من حاجة؟ واستخلفه على المدينة مرتين. وقال أنس: رأيته يوم القادسية وعليه درع وله راية سوداء. وقرئ عبس بالتشديد للمبالغة، ونحوه كلح في كلح (أن جاءه) منصوب
(٢١٧)
مفاتيح البحث: سورة عبس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»