فإذا جاءت الصاخة. يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه. لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه. وجوه يومئذ مسفرة. ضاحكة مستبشرة. ووجوه
____________________
قطعه لأنه يقضب مرة بعد مرة (وحدائق غلبا) يحتمل أن يجعل كل حديقة غلباء فيريد تكاثفها وكثرة أشجارها وعظمها كما تقول حديقة ضخمة، وأن يجعل شجرها غلبا: أي عظاما غلاظا، والأصل في الوصف بالغلب الرقاب فاستعير، قال عمرو بن معد يكرب:
يمشى بها غلب الرقاب كأنهم * بزل كسين من الكحيل جلالا والأب: المرعى لأنه يؤب: أي يوم وينتجع، والأب والام أخوان، قال:
جذمنا قيس ونجد دارنا * ولنا الأب به والمكرع وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه سئل عن الأب فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لاعلم لي به. وعن عمر رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية فقال: كل هذا قد عرفنا فما الأب؟ ثم رفض عصا كانت بيده وقال: هذا لعمر الله التكلف، وما عليك يا ابن أم عمر أن لا تدري ما الأب؟ ثم قال: اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب وما لا فدعوه. فإن قلت: فهذا يشبه النهى عن تتبع معاني القرآن والبحث عن مشكلاته قلت: لم يذهب إلى ذلك، ولكن القوم كانت أكبر همتهم عاكفة على العمل، وكان التشاغل بشئ من العلم لا يعمل به تكلفا عندهم، فأراد أن الآية مسوقة في الامتنان على الانسان بمطعمه واستدعاء شكره، وقد علم من فحوى الآية أن الأب بعد ما أنبته الله للانسان متاعا له أو لانعامه، فعليك بما هو أهم من النهوض بالشكر لله على ما تبين لك ولم يشكل مما عدد من نعمه، ولا تتشاغل عنه بطلب معنى الأب ومعرفة النبات الخص الذي هو اسم له، اكتف بالمعرفة الجملية إلى أن يتبين لك في غير هذا الوقت، ثم وصى الناس بأن يجروا على هذا السنن فيما أشبه ذلك من مشكلات القرآن. يقال صخ لحديثه مثل أصاخ له، فوصفت النفخة بالصاخة مجازا لان الناس يصخون لها (يفر) منهم لاشتغاله بما هو مدفوع إلى ولعلمه أنهم لا يغنون عنه شيئا. وبدأ بالأخ ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه، ثم بالصاحبة والبنين لانهم أقرب وأحب كأنه قال: يفر من أخيه بل من أبويه بل من صاحبته وبنيه.
وقيل يفر منهم حذرا من مطالبتهم بالتبعات، يقول الاخر لم تواسني بمالك والأبوان قصرت في برنا والصاحبة أطعمتني الحرام وفعلت وصنعت والبنون لم تعلمنا ولم ترشدنا. وقيل أول من يفر من أخيه هابين، ومن أبويه إبراهيم، ومن صاحبته نوح ولوط، ومن ابنه نوح (يغنيه) يكفيه في الاهتمام به، وقرئ يعنيه: أي يهمه (مسفرة) مضيئة متهللة من أسفر الصبح إذا أضاء. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: من قيام الليل لما روى في الحديث " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " وعن الضحاك: من آثار الوضوء، وقيل من طول ما اغبرت
يمشى بها غلب الرقاب كأنهم * بزل كسين من الكحيل جلالا والأب: المرعى لأنه يؤب: أي يوم وينتجع، والأب والام أخوان، قال:
جذمنا قيس ونجد دارنا * ولنا الأب به والمكرع وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه سئل عن الأب فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لاعلم لي به. وعن عمر رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية فقال: كل هذا قد عرفنا فما الأب؟ ثم رفض عصا كانت بيده وقال: هذا لعمر الله التكلف، وما عليك يا ابن أم عمر أن لا تدري ما الأب؟ ثم قال: اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب وما لا فدعوه. فإن قلت: فهذا يشبه النهى عن تتبع معاني القرآن والبحث عن مشكلاته قلت: لم يذهب إلى ذلك، ولكن القوم كانت أكبر همتهم عاكفة على العمل، وكان التشاغل بشئ من العلم لا يعمل به تكلفا عندهم، فأراد أن الآية مسوقة في الامتنان على الانسان بمطعمه واستدعاء شكره، وقد علم من فحوى الآية أن الأب بعد ما أنبته الله للانسان متاعا له أو لانعامه، فعليك بما هو أهم من النهوض بالشكر لله على ما تبين لك ولم يشكل مما عدد من نعمه، ولا تتشاغل عنه بطلب معنى الأب ومعرفة النبات الخص الذي هو اسم له، اكتف بالمعرفة الجملية إلى أن يتبين لك في غير هذا الوقت، ثم وصى الناس بأن يجروا على هذا السنن فيما أشبه ذلك من مشكلات القرآن. يقال صخ لحديثه مثل أصاخ له، فوصفت النفخة بالصاخة مجازا لان الناس يصخون لها (يفر) منهم لاشتغاله بما هو مدفوع إلى ولعلمه أنهم لا يغنون عنه شيئا. وبدأ بالأخ ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه، ثم بالصاحبة والبنين لانهم أقرب وأحب كأنه قال: يفر من أخيه بل من أبويه بل من صاحبته وبنيه.
وقيل يفر منهم حذرا من مطالبتهم بالتبعات، يقول الاخر لم تواسني بمالك والأبوان قصرت في برنا والصاحبة أطعمتني الحرام وفعلت وصنعت والبنون لم تعلمنا ولم ترشدنا. وقيل أول من يفر من أخيه هابين، ومن أبويه إبراهيم، ومن صاحبته نوح ولوط، ومن ابنه نوح (يغنيه) يكفيه في الاهتمام به، وقرئ يعنيه: أي يهمه (مسفرة) مضيئة متهللة من أسفر الصبح إذا أضاء. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: من قيام الليل لما روى في الحديث " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " وعن الضحاك: من آثار الوضوء، وقيل من طول ما اغبرت