____________________
سورة عم يستاءلون مكية. وتسمى سورة النبأ، وهى أربعون أو إحدى وأربعون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) (عم) أصله عما على أنه حرف جر دخل على ما الاستفهامية، وهو في قراءة عكرمة وعيسى بن عمر، قال حسان رضي الله عنه:
على ما قام يشتمني لئيم * كخنزير تمرغ في رماد والاستعمال الكثير على الحذف والأصل قليل، ومعنى هذا الاستفهام تفخيم الشأن كأنه قال: عن أي شأن يتساءلون، ونحوه " ما " في قولك: زيد ما زيد، جعلته لانقطاع قرينة وعدم نظيره كأنه شئ خفى عليكم جنسه فأنت تسأل عن جنسه وتفحص عن جوهره، كما تقول: ما الغول وما العنقاء؟ تريد أي شئ هو من الأشياء هذا أصله، ثم جرد العبارة عن التفخيم حتى وقع في كلام من لا تخفى عليه خافية (يتساءلون) يسأل بعضهم بعضا، أو يتساءلون غيرهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، نحو يتداعونهم ويتراءونهم، والضمير لأهل مكة كانوا يتساءلون فيما بينهم عن البعث ويتساءلون غيرهم عنه على طريق الاستهزاء (عن النبأ العظيم) بيان للشأن المفخم. وعن ابن كثير أنه قرأ عمه بهاء السكت، ولا يخلو إما أن يجرى الوصل مجرى الوقف، وإما أن يقف ويبتدئ يتساءلون عن النبأ العظيم على أن يضمر يتساءلون لان ما بعده يفسره كشئ مبهم ثم يفسر. فإن قلت:
على ما قام يشتمني لئيم * كخنزير تمرغ في رماد والاستعمال الكثير على الحذف والأصل قليل، ومعنى هذا الاستفهام تفخيم الشأن كأنه قال: عن أي شأن يتساءلون، ونحوه " ما " في قولك: زيد ما زيد، جعلته لانقطاع قرينة وعدم نظيره كأنه شئ خفى عليكم جنسه فأنت تسأل عن جنسه وتفحص عن جوهره، كما تقول: ما الغول وما العنقاء؟ تريد أي شئ هو من الأشياء هذا أصله، ثم جرد العبارة عن التفخيم حتى وقع في كلام من لا تخفى عليه خافية (يتساءلون) يسأل بعضهم بعضا، أو يتساءلون غيرهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، نحو يتداعونهم ويتراءونهم، والضمير لأهل مكة كانوا يتساءلون فيما بينهم عن البعث ويتساءلون غيرهم عنه على طريق الاستهزاء (عن النبأ العظيم) بيان للشأن المفخم. وعن ابن كثير أنه قرأ عمه بهاء السكت، ولا يخلو إما أن يجرى الوصل مجرى الوقف، وإما أن يقف ويبتدئ يتساءلون عن النبأ العظيم على أن يضمر يتساءلون لان ما بعده يفسره كشئ مبهم ثم يفسر. فإن قلت: