الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢١١
إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا. ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا.
إنا أنذركم عذابا قريبا. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا.
سورة والنازعات مكية. وهى خمس وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم
____________________
هما شريطتان أن يكون المتكلم منهم مأذونا له في الكلام، وأن يتكلم بالصواب فلا يشفع لغير مرتضى لقوله تعالى - ولا يشفعون إلا لمن ارتضى - (المرء) هو الكافر لقوله تعالى - إنا أنذرناكم عذابا قريبا - والكافر ظاهر وضع موضع الضمير لزيادة الذم، ويعنى (ما قدمت يداه) من الشر كقوله - وذوقوا عذاب الحريق - ذلك بما قدمت أيديكم - ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق - ذلك بما قدمت يداك - بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين - و" ما " يجوز أن تكون استفهامية منصوبة بقدمت: أي ينظر أي شئ قدمت يداه وموصولة منصوبة بينظر، يقال نظرته بمعنى نظرت إليه، والراجع من الصلة محذوف، وقيل المرء عام وخصص منه الكافر. وعن قتادة: هو المؤمن (يا ليتني كنت ترابا) في الدنيا لم أخلق ولم أكلف، أو ليتني كنت ترابا في هذا اليوم فلم أبعث. وقيل يحشر الله الحيوان غير المكلف حتى يقتص للجماء من القرناء ثم يرده ترابا فيود الكافر حاله. وقيل الكافر إبليس يرى آدم وولده وثوابهم فيتمنى أن يكون الشئ الذي احتقره حين قال - خلقتني من نار وخلقته من طين - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة عم يتساءلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة ".
سورة والمنازعات مكية. وهى خمس أو ست وأربعون آية (بسم الله الرحمن الرحيم)
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»