____________________
والمرضعات كما قال - ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره - وقرئ لينفق بالنصب أي شرعنا ذلك لينفق وقرأ ابن أبي عبلة قدر (سيجعل الله) موعد لفقراء ذلك الوقت بفتح أبواب الرزق عليهم، أو لفقراء الأزواج إن أنفقوا ما قدروا عليه ولم يقصروا (عتت عن أمر ربها) أعرضت عنه على وجه العتو والعناد (حسابا شديدا) بالاستقصاء والمناقشة (عذابا نكرا) وقرئ نكرا منكرا عظيما، والمراد حساب الآخرة وعذابها وما يذوقون فيها من الوبال ويلقون من الخسر وجئ به على لفظ الماضي كقوله تعالى - ونادى أصحاب الجنة - ونادى أصحاب النار - ونحو ذلك لأن المنتظر من وعد الله ووعيده ملقى في الحقيقة وما هو كائن فكأن قد، وقوله (أعد الله لهم عذابا شديدا) تكرير للوعيد وبيان لكون مترقبا كأنه قال أعد الله لهم هذا العذاب فليكن لكم ذلك (يا أولى الألباب) من المؤمنين لطفا في تقوى الله وحذر عقابه، ويجوز أن يراد إحصاء السيئات واستقصاؤه عليهم في الدنيا وإثباتها في صحائف الحفظة وما أصيبوا به من العذاب في العاجل وأن يكون عتت، وما عطف عليه صفة للقرية وأعد الله لهم جوابا لكأين (رسولا) هو جبريل صلوات الله عليه أبدل من ذكرا لأنه وصف بتلاوة آيات الله، فكأن إنزاله في معنى إنزال الذكر فصح إبداله منه، أو أريد بالذكر الشرف من قوله - وإنه لذكر لك ولقومك - فأبدل منه كأنه في نفسه شرف إما لأنه شرف للمنزل عليه، وإما لأنه ذو مجد وشرف عند الله كقوله تعالى - عند ذي العرش مكين - أو جعل لكثرة ذكره لله وعبادته كأنه ذكر، أو أريد ذا ذاكر: أي ملكا مذكورا في السماوات وفى الأمم كلها: أو دل قوله أنزل الله إليكم ذكرا على أرسل فكأنه قيل أرسل رسولا، أو أعمل ذكرا في رسولا إعمال المصدر في المفاعيل: أي أنزل الله أن ذكر رسولا، أو ذكره رسولا، وقرئ رسول على هو رسول. أنزله (ليخرج الذين آمنوا) بعد إنزاله أي ليحصل لهم ما هم عليه الساعة من الإيمان والعمل الصالح لأنهم كانوا وقت إنزاله غير مؤمنين وإنما آمنوا بعد الإنزال والتبليغ، أو ليخرج الذين عرف منهم أنهم يؤمنون. قرئ يدخله بالياء