____________________
(قد جعل الله) خبر إن وبالغا حال (قدرا) تقديرا وتوقيتا، وهذا بيان لوجوب التوكل على الله وتفويض الأمر إليه، لأنه إذا علم أن كل شئ من الرزق ونحوه لا يكون إلا بتقديره وتوقيته لم يبق إلا التسليم للقدر والتوكل.
روى أن ناسا قالوا: قد عرفنا عدة ذوات الأقراء فما عدة اللائي لا يحضن؟ فنزلت، فمعنى (إن ارتبتم) إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم كيف يعتددن فهذا حكمهن. وقيل إن ارتبتم في دم البالغات مبلغ اليأس، وقد قدروه بستين سنة وبخمس وخمسين أهو دم حيض أو استحاضة؟ (فعدتهن ثلاثة أشهر) وإذا كانت هذه عدة المرتاب بها فغير المرتاب بها أولى بذلك (واللائي لم يحضن) هن الصغائر، والمعنى: فعدتهن ثلاثة أشهر فحذف لدلالة المذكور عليه. اللفظ مطلق في أولات الأحمال فاشتمل على المطلقات والمتوفى عنهن، وكان ابن مسعود، وكان ابن مسعود وأبى وأبو هريرة وغيرهم لا يفرقون، وعن علي وابن عباس: عدة الحامل المتوفى عنها أبعد الأجلين. وعن عبد الله: من شاء لاعنته أن سورة النساء القصرى نزلت بعد التي في البقرة: يعنى أن هذا اللفظ مطلق في الحوامل. وروت أم سلمة " أن سبيعة الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليال، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: قد حللت فانكحي " (يجعل له من أمره يسرا) ييسر له من أمره ويحلل له من عقدة بسبب التقوى (ذلك أمر الله) يريد ما علم من حكم هؤلاء المعتدات، والمعنى: ومن يتق الله في العمل بما أنزل الله من هذه الأحكام وحافظ على الحقوق الواجبة عليه مما ذكر من الإسكان وترك الضرار والنفقة على الحوامل وإيتاء أجر المرضعات وغير ذلك استوجب تكفير السيئات والأجر العظيم (أسكنوهن) وما بعده بيان لما شرط من التقوى في قوله - ومن يتق الله - كأنه قيل كيف نعمل بالتقوى في شأن المعتدات؟ فقيل أسكنوهن. فإن قلت: من في (من حيث سكنتم) ما هي؟
قلت: هي من التبعيضية مبعضها محذوف معناه: أسكنوهن مكانا من حيث سكنتم: أي بعض مكان سكناكم كقوله تعالى - يغضوا من أبصارهم - أي بعض أبصارهم. قال قتادة: إن لم يكن إلا بيت واحد فأسكنها في بعض جوانبه. فإن قلت: فقوله (من وجدكم)؟ قلت: هو بيان لقوله - من حيث سكنتم - وتفسير له كأنه قيل:
روى أن ناسا قالوا: قد عرفنا عدة ذوات الأقراء فما عدة اللائي لا يحضن؟ فنزلت، فمعنى (إن ارتبتم) إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم كيف يعتددن فهذا حكمهن. وقيل إن ارتبتم في دم البالغات مبلغ اليأس، وقد قدروه بستين سنة وبخمس وخمسين أهو دم حيض أو استحاضة؟ (فعدتهن ثلاثة أشهر) وإذا كانت هذه عدة المرتاب بها فغير المرتاب بها أولى بذلك (واللائي لم يحضن) هن الصغائر، والمعنى: فعدتهن ثلاثة أشهر فحذف لدلالة المذكور عليه. اللفظ مطلق في أولات الأحمال فاشتمل على المطلقات والمتوفى عنهن، وكان ابن مسعود، وكان ابن مسعود وأبى وأبو هريرة وغيرهم لا يفرقون، وعن علي وابن عباس: عدة الحامل المتوفى عنها أبعد الأجلين. وعن عبد الله: من شاء لاعنته أن سورة النساء القصرى نزلت بعد التي في البقرة: يعنى أن هذا اللفظ مطلق في الحوامل. وروت أم سلمة " أن سبيعة الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليال، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: قد حللت فانكحي " (يجعل له من أمره يسرا) ييسر له من أمره ويحلل له من عقدة بسبب التقوى (ذلك أمر الله) يريد ما علم من حكم هؤلاء المعتدات، والمعنى: ومن يتق الله في العمل بما أنزل الله من هذه الأحكام وحافظ على الحقوق الواجبة عليه مما ذكر من الإسكان وترك الضرار والنفقة على الحوامل وإيتاء أجر المرضعات وغير ذلك استوجب تكفير السيئات والأجر العظيم (أسكنوهن) وما بعده بيان لما شرط من التقوى في قوله - ومن يتق الله - كأنه قيل كيف نعمل بالتقوى في شأن المعتدات؟ فقيل أسكنوهن. فإن قلت: من في (من حيث سكنتم) ما هي؟
قلت: هي من التبعيضية مبعضها محذوف معناه: أسكنوهن مكانا من حيث سكنتم: أي بعض مكان سكناكم كقوله تعالى - يغضوا من أبصارهم - أي بعض أبصارهم. قال قتادة: إن لم يكن إلا بيت واحد فأسكنها في بعض جوانبه. فإن قلت: فقوله (من وجدكم)؟ قلت: هو بيان لقوله - من حيث سكنتم - وتفسير له كأنه قيل: