____________________
يغفر لكم ذنوبكم ويكفر عنكم وقيل إن ناسا أرادوا الهجرة عن مكة فثبطهم أزواجهم وأولادهم وقالوا:
تنطلقون وتضيعوننا فرقوا لهم ووقفوا، فلما هاجروا بعد ذلك ورأوا الذين سبقوهم قد فقهوا في الدين أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم فزين لهم العفو، وقيل قالوا لهم: أين تذهبون وتدعون بلدكم وعشيرتكم وأموالكم فغضبوا عليهم وقالوا: لئن جمعنا الله في دار الهجرة لم نصبكم بخير فلما هاجروا منعوهم الخير، فحثوا أن يعفوا عنهم ويردوا إليهم البر والصلة. وقيل كان عوف بن مالك الأشجعي ذا أهل وولد، فإذا أراد أن يغزو تعلقوا به وبكوا إليه ورققوه فكأنه هم بأذاهم فنزلت (فتنة) بلاء ومحنة لأنهم يوقعون في الإثم والعقوبة ولا بلاء أعظم منهما، ألا ترى إلى قوله (والله عنده أجر عظيم) وفى الحديث " يؤتى برجل يوم القيامة فيقال أكل عياله حسناته " وعن بعض السلف: العيال سوس الطاعات، وعن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه كان يخطب، فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل إليهما فأخذهما ووضعهما في حجره على المنبر فقال:
صدق الله - إنما أموالكم وأولادكم فتنة - رأيت هذين الصبيين فلم أصبر عنهما ثم أخذ في خطبته " وقيل إذا أمكنكم الجهاد والهجرة فلا يفتننكم الميل إلى الأموال والأولاد عنهما (ما استطعتم) جهدكم ووسعكم أي ابذلوا فيها استطاعتكم (واسمعوا) ما توعظون به (وأطيعوا) فيما تؤمرون به وتنهون عنه (وأنفقوا) في الوجوه التي وجبت عليكم النفقة فيها (خيرا لأنفسكم) نصب بمحذوف تقديره: ائتوا خيرا لأنفسكم وافعلوا ما هو خير لها وأنفع، وهذا تأكيد للحث على امتثال هذه الأوامر، وبيان لأن هذه الأمور خير لأنفسكم من الأموال والأولاد وما أنتم عاكفون عليه من حب الشهوات وزخارف الدنيا. وذكر القرض تلطف به في الاستدعاء (يضاعفه لكم) يكتب لكم بالواحدة عشرا وسبعمائة إلى ما شاء من الزيادة، وقرئ يضعفه (شكور) مجاز: أي يفعل بكم ما يفعل المبالغ في الشكر من عظيم الثواب، وكذلك (حليم) يفعل بكم ما يفعل من يحلم عن المسئ فلا يعاجلكم بالعقاب مع كثرة ذنوبكم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة التغابن دفع عنه موت الفجأة ".
تنطلقون وتضيعوننا فرقوا لهم ووقفوا، فلما هاجروا بعد ذلك ورأوا الذين سبقوهم قد فقهوا في الدين أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم فزين لهم العفو، وقيل قالوا لهم: أين تذهبون وتدعون بلدكم وعشيرتكم وأموالكم فغضبوا عليهم وقالوا: لئن جمعنا الله في دار الهجرة لم نصبكم بخير فلما هاجروا منعوهم الخير، فحثوا أن يعفوا عنهم ويردوا إليهم البر والصلة. وقيل كان عوف بن مالك الأشجعي ذا أهل وولد، فإذا أراد أن يغزو تعلقوا به وبكوا إليه ورققوه فكأنه هم بأذاهم فنزلت (فتنة) بلاء ومحنة لأنهم يوقعون في الإثم والعقوبة ولا بلاء أعظم منهما، ألا ترى إلى قوله (والله عنده أجر عظيم) وفى الحديث " يؤتى برجل يوم القيامة فيقال أكل عياله حسناته " وعن بعض السلف: العيال سوس الطاعات، وعن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه كان يخطب، فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل إليهما فأخذهما ووضعهما في حجره على المنبر فقال:
صدق الله - إنما أموالكم وأولادكم فتنة - رأيت هذين الصبيين فلم أصبر عنهما ثم أخذ في خطبته " وقيل إذا أمكنكم الجهاد والهجرة فلا يفتننكم الميل إلى الأموال والأولاد عنهما (ما استطعتم) جهدكم ووسعكم أي ابذلوا فيها استطاعتكم (واسمعوا) ما توعظون به (وأطيعوا) فيما تؤمرون به وتنهون عنه (وأنفقوا) في الوجوه التي وجبت عليكم النفقة فيها (خيرا لأنفسكم) نصب بمحذوف تقديره: ائتوا خيرا لأنفسكم وافعلوا ما هو خير لها وأنفع، وهذا تأكيد للحث على امتثال هذه الأوامر، وبيان لأن هذه الأمور خير لأنفسكم من الأموال والأولاد وما أنتم عاكفون عليه من حب الشهوات وزخارف الدنيا. وذكر القرض تلطف به في الاستدعاء (يضاعفه لكم) يكتب لكم بالواحدة عشرا وسبعمائة إلى ما شاء من الزيادة، وقرئ يضعفه (شكور) مجاز: أي يفعل بكم ما يفعل المبالغ في الشكر من عظيم الثواب، وكذلك (حليم) يفعل بكم ما يفعل من يحلم عن المسئ فلا يعاجلكم بالعقاب مع كثرة ذنوبكم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة التغابن دفع عنه موت الفجأة ".