الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ١١٢
فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكون من الصالحين. ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون.
سورة التغابن وهى ثماني عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير.
____________________
نعم أنا أقرأ عليكم به قرآنا: يعنى أنها نزلت في المؤمنين وهم المخاطبون بها. وكذا عن الحسن: ما من أحد لم يزك ولم يصم ولم يحج إلا سأل الرجعة. وعن عكرمة أنها نزلت في أهل القبلة (لولا أخرتني) وقرئ أخرتن يريد هلا أخرت موتى (إلى أجل قريب) إلى زمان قليل (فأصدق) وقرأ أبى فأتصدق على الأصل. وقرئ وأكن عطفا على محل فأصدق كأنه قيل إن أخرتني أصدق وأكن. ومن قرأ وأكون على النصب فعلى اللفظ. وقرأ عبيد بن عمير وأكون على وأنا أكون عدة منه بالصلاح (ولن يؤخر الله) نفى للتأخير على وجه التأكيد الذي معناه منافاة المنفى الحكمة، والمعنى: أنكم إذا علمتم أن تأخير الموت عن وقته مما لا سبيل إليه وأنه هاجم لا محالة وأن الله عليم بأعمالكم فمجاز عليها من منع واجب وغيره لم تبق إلا المسارعة إلى الخروج عن عهدة الواجبات والاستعداد للقاء الله. وقرئ تعملون بالتاء والياء. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة المنافقين برئ من النفاق ".
سورة التغابن مختلف فيها، وهى ثمان عشرة آية (بسم الله الرحمن الرحيم) قدم الظرفان ليدل بتقديمهما على معنى اختصاص الملك والحمد بالله عز وجل، وذلك لأن الملك على الحقيقة له لأنه مبدئ كل شئ ومبدعه والقائم به والمهيمن عليه، وكذلك الحمد لأن أصول النعم وفروعها منه،
(١١٢)
مفاتيح البحث: سورة التغابن (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»