الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٩٥
(طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين. قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا،
____________________
وصالح ولوط وكانوا قريبي العهد مما أصاب المؤتفكة (فصبروا) فتربصوا وانتظروا (حتى يحكم الله بيننا) أي بين الفريقين بأن ينصر المحقين على المبطلين ويظهرهم عليهم، وهذا وعيد للكافرين بانتقام الله منهم كقوله - فتربصوا إنا معكم متربصون - أو هو عظة للمؤمنين وحث على الصبر واحتمال ما كان يلحقهم من أذى المشركين إلى أن يحكم الله بينهم وينتقم لهم منهم، ويجوز أن يكون خطابا للفريقين: أي ليصبر المؤمنون على أذى الكفار وليصبر الكفار على ما يسوءهم من إيمان من آمن منهم حتى يحكم الله فيميز الخبيث من الطيب (وهو خير الحاكمين) لأن حكمه حق وعدل لا يخاف فيه الحيف: أي ليكونن أحد الأمرين: إما إخراجكم، وإما عودكم في الكفر.
فإن قلت: كيف خاطبوا شعيبا عليه السلام بالعود في الكفر في قولهم (أو لتعودن في ملتنا) وكيف أجابهم بقوله
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»