فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين. فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين. فتولى عنهم وقال
____________________
صح قولهم (إنا بما أرسل به مؤمنون) جوابا عنه؟ قلت: سألوهم عن العلم بإرساله، فجعلوا إرساله أمرا معلوما مكشوفا مسلما لا يدخله ريب كأنهم قالوا العلم بإرساله وبما أرسل به ما لا كلام فيه ولا شبهة تدخله لوضوحه وإثارته، وإنما الكلام في وجوب الإيمان به فنخبركم أنا به مؤمنون، ولذلك كان جواب الكفرة (إنا بالذي آمنتم به كافرون) فوضعوا آمنتم به موضع أرسل به ردا لما جعله المؤمنون معلوما وأخذوه مسلما (فعقروا الناقة) أسند العقر إلى جميعهم لأنه كان برضاهم وإن لم يباشره إلا بعضهم، وقد يقال للقبيلة الضخمة أنتم فعلتم كذا وما فعله إلا واحد منهم (وعتوا عن أمر ربهم) وتولوا عنه واستكبروا عن امتثاله عاتين، وأمر ربهم ما أمر به على لسان صالح عليه السلام من قوله: فذروها تأكل في أرض الله، أو شأن ربهم وهو دينه، ويجوز أن يكون المعنى:
وصدر عتوهم عن أمر ربهم كأن أمر ربهم بتركها كان هو السبب في عتوهم، ونحو " عن " هذه " ما " في قوله: وما فعلته عن أمري (ائتنا بما تعدنا) أرادوا من العذاب وإنما جاز الإطلاق لأنه كان معلوما واستعجالهم له لتكذيبهم به ولذلك علقوه بما هم به كافرون وهو كونه من المرسلين (الرجفة) الصيحة التي زلزلت لها الأرض واضطربوا لها (في دارهم) في بلادهم أو في مساكنهم (جاثمين) هامدين لا يتحركون موتى، يقال الناس جثم: أي قعود لا حراك بهم ولا ينبسون نبسة، ومنه المجثمة التي جاء النهي عنها وهي البهيمة تربط وتجمع قوائمها لترمى. وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر قال " لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فأخذتهم الصيحة فلم يبق منهم إلا رجل واحد كان في حرم الله، قالوا: من هو؟ قال: ذاك أبو رغال فما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه ". وروى أن صالحا كان بعثه إلى قوم فخالف أمره. وروى " أنه عليه الصلاة والسلام مر بقبر أبي رغال فقال: أتدرون من هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فذكر قصة أبي رغال وأنه دفن ههنا ودفن معه غصن من من ذهب، فابتدروه وبحثوا عنه بأسيافهم فاستخرجوا الغصن " (فتولى عنهم) الظاهر أنه كان مشاهدا لما جرى عليهم، وأنه تولى عنهم بعد ما أبصرهم جاثمين تولى مغتم متحسر على ما فاته من إيمانهم يتحزن لهم ويقول
وصدر عتوهم عن أمر ربهم كأن أمر ربهم بتركها كان هو السبب في عتوهم، ونحو " عن " هذه " ما " في قوله: وما فعلته عن أمري (ائتنا بما تعدنا) أرادوا من العذاب وإنما جاز الإطلاق لأنه كان معلوما واستعجالهم له لتكذيبهم به ولذلك علقوه بما هم به كافرون وهو كونه من المرسلين (الرجفة) الصيحة التي زلزلت لها الأرض واضطربوا لها (في دارهم) في بلادهم أو في مساكنهم (جاثمين) هامدين لا يتحركون موتى، يقال الناس جثم: أي قعود لا حراك بهم ولا ينبسون نبسة، ومنه المجثمة التي جاء النهي عنها وهي البهيمة تربط وتجمع قوائمها لترمى. وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر قال " لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فأخذتهم الصيحة فلم يبق منهم إلا رجل واحد كان في حرم الله، قالوا: من هو؟ قال: ذاك أبو رغال فما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه ". وروى أن صالحا كان بعثه إلى قوم فخالف أمره. وروى " أنه عليه الصلاة والسلام مر بقبر أبي رغال فقال: أتدرون من هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فذكر قصة أبي رغال وأنه دفن ههنا ودفن معه غصن من من ذهب، فابتدروه وبحثوا عنه بأسيافهم فاستخرجوا الغصن " (فتولى عنهم) الظاهر أنه كان مشاهدا لما جرى عليهم، وأنه تولى عنهم بعد ما أبصرهم جاثمين تولى مغتم متحسر على ما فاته من إيمانهم يتحزن لهم ويقول