____________________
المدينة من بعثوه لابتياع الطعام وأخرج الورق وكان من ضرب دقيانوس اتهموه بأنه وجد كنزا، فذهبوا به إلى الملك فقص عليه القصة، فانطلق الملك وأهل المدينة معه وأبصروهم وحمدوا الله على الآية الدالة على البعث، ثم قالت الفتية للملك: نستودعك الله ونعيذك به من شر الجن والإنس، ثم رجعوا إلى مضاجعهم وتوفى الله أنفسهم فألقى الملك عليهم ثيابه وأمر فجعل لكل واحد تابوت من ذهب فرآهم في المنام كارهين للذهب، فجعلها من الساج وبنى على باب الكهف مسجدا. ربهم أعلم بهم من كلام المتنازعين كأنهم تذاكروا أمرهم وتناقلوا الكلام في أنسابهم وأحوالهم ومدة لبثهم، فلما لم يهتدوا إلى حقيقة ذلك قالوا - ربهم أعلم بهم - أو هو من كلام الله عز وجل رد لقول الحائضين في حديثهم من أولئك المتنازعين، أو من الذين تنازعوا فيهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب (سيقولون) الضمير لمن خاض في قصتهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب والمؤمنين، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فأخر الجواب إلى أن يوحى إليه فيهم، فنزلت إخبارا بما سيجرى بينهم من اختلافهم في عددهم وأن المصيب منهم من يقول سبعة وثامنهم كلبهم. قال ابن عباس رضي الله عنه: أنا من أولئك القليل. وروى أن السيد والعاقب وأصحابهما من أهل نجران كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجرى ذلك أصحاب الكهف، فقال السيد وكان يعقوبيا: كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، وقال العاقب وكان نسطوريا: كانوا خمسة سادسهم كلبهم، وقال المسلمون: كانوا سبعة وثامنهم كلبهم، فحقق الله قول المسلمين، وإنما عرفوا ذلك بإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لسان جبريل عليه السلام. وعن علي رضي الله عنه: هم سبعة نفر أسماؤهم: يمليخا، ومكشلينيا، ومشلينيا هؤلاء أصحاب يمين الملك، وكان عن يساره: مرنوش، ودبرنوش، وشادنوش، وكان يستشير هؤلاء الستة في أمره، والسابع الراعي الذي وافقهم حين هربوا من ملكهم دقيانوس، واسم مدينتهم أفسوس واسم كلبهم قطمير. فان قلت: لم جاء بسين الاستقبال في الأول دون الآخرين؟ قلت: فيه وجهان أن تدخل الآخرين في حكم السين كما تقول قد أكرم وأنعم، تريد معنى التوقع في الفعلين جميعا، وأن تريد بيفعل معنى الاستقبال الذي هو صالح له (رجما بالغيب) رميا بالخبر الخفي وإتيانا به كقوله - ويقذفون بالغيب - أي يأتون به، أو وضع الرجم موضع الظن فكأنه قيل: ظنا بالغيب لأنهم أكثروا أن يقولوا رجم بالظن مكان قولهم ظن حتى لم يبق عندهم فرق بين العبارتين، ألا ترى إلى قول زهير:
* وما هو عنها بالحديث المرجم * أي المظنون. وقرئ ثلاث رابعهم بإدغام الثاء في تاء التأنيث، وثلاثة خبر مبتدأ محذوف: أي هم ثلاثة وكذلك خمسة وسبعة، ورابعهم كلبهم جملة من مبتدأ وخبر واقعة صفة لثلاثة، وكذلك سادسهم كلبهم وثامنهم كلبهم. فإن قلت: فما هذه الواو الداخلة على الجملة الثالثة ولم دخلت عليها دون
* وما هو عنها بالحديث المرجم * أي المظنون. وقرئ ثلاث رابعهم بإدغام الثاء في تاء التأنيث، وثلاثة خبر مبتدأ محذوف: أي هم ثلاثة وكذلك خمسة وسبعة، ورابعهم كلبهم جملة من مبتدأ وخبر واقعة صفة لثلاثة، وكذلك سادسهم كلبهم وثامنهم كلبهم. فإن قلت: فما هذه الواو الداخلة على الجملة الثالثة ولم دخلت عليها دون