____________________
جهنم وهم في أعلى الجنان (فظنوا) فأيقنوا (مواقعوها) مخالطوها واقعون فيها (مصرفا) معدلا قال:
* أزهير هل عن شيبة من مصرف * (أكثر شئ جدلا) أكثر الأشياء التي يتأتى منها الجدل إن فصلتها واحدا بعد واحد خصومة ومماراة بالباطل وانتصاب جدلا على التمييز: يعنى أن جدل الإنسان أكثر من جدل كل شئ ونحوه - فإذا هو خصيم مبين - أن الأولى نصب والثانية رفع وقبلها مضاف محذوف تقديره (وما منع الناس) الإيمان والاستغفار (إلا) انتظار (أن تأتيهم سنة الأولين) وهى الإهلاك (أو) انتظار أن (يأتيهم العذاب) يعنى عذاب الآخرة (قبلا) عيانا. وقرئ قبلا أنواعا جمع قبيل وقبلا بفتحتين مستقبلا (ليدحضوا) ليزيلوا ويبطلوا من إدحاض القدم وهو إزلاقها وإزالتها عن موطئها (وما أنذروا) يجوز أن تكون ما موصولة ويكون الراجع من الصلة محذوفا: أي وما أنذروه من العذاب أو مصدرية بمعنى وإنذارهم. وقرئ هزءا بالسكون أي اتخذوها موضع استهزاء. وجدالهم قولهم للرسل - ما أنتم إلا بشر مثلنا - ولو شاء الله لأنزل ملائكة - وما أشبه ذلك (بآيات ربه) بالقرآن ولذلك رجع إليها الضمير مذكرا في قوله أن يفقهوه (فأعرض عنها) فلم يتذكر حين ذكر ولم يتدبر (ونسى) عاقبة (ما قدمت يداه) من الكفر والمعاصي غير متفكر فيها ولا ناظر في أن المسئ والمحسن لا بد لهما من جزاء، ثم علل إعراضهم ونسيانهم بأنهم مطبوع على قلوبهم، وجمع بعد الإفراد حملا على لفظ من ومعناه (فلن يهتدوا) فلا يكون منهم اهتداء البتة كأنه محال منهم لشدة تصميمهم (أبدا) مدة التكليف كلها. وإذا جزاء وجواب فدل على انتفاء اهتدائهم لدعوة الرسول، بمعنى أنهم جعلوا ما يجب أن يكون سبب وجود الاهتداء سببا في انتفائه، وعلى أنه جواب للرسول على تقدير قوله: مالي لا أدعوهم حرصا على إسلامهم، فقيل: وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا (الغفور) البليغ المغفرة (ذو الرحمة) الموصوف بالرحمة، ثم استشهد على ذلك بترك مؤاخذة أهل مكة عاجلا من غير إمهال مع إفراطهم في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم (بل لهم موعد) وهو يوم بدر (لن يجدوا من دونه موئلا) منجى ولا ملجأ. يقال وأل إذا نجا، ووأل إليه إذا لجأ إليه (وتلك القرى) يريد
* أزهير هل عن شيبة من مصرف * (أكثر شئ جدلا) أكثر الأشياء التي يتأتى منها الجدل إن فصلتها واحدا بعد واحد خصومة ومماراة بالباطل وانتصاب جدلا على التمييز: يعنى أن جدل الإنسان أكثر من جدل كل شئ ونحوه - فإذا هو خصيم مبين - أن الأولى نصب والثانية رفع وقبلها مضاف محذوف تقديره (وما منع الناس) الإيمان والاستغفار (إلا) انتظار (أن تأتيهم سنة الأولين) وهى الإهلاك (أو) انتظار أن (يأتيهم العذاب) يعنى عذاب الآخرة (قبلا) عيانا. وقرئ قبلا أنواعا جمع قبيل وقبلا بفتحتين مستقبلا (ليدحضوا) ليزيلوا ويبطلوا من إدحاض القدم وهو إزلاقها وإزالتها عن موطئها (وما أنذروا) يجوز أن تكون ما موصولة ويكون الراجع من الصلة محذوفا: أي وما أنذروه من العذاب أو مصدرية بمعنى وإنذارهم. وقرئ هزءا بالسكون أي اتخذوها موضع استهزاء. وجدالهم قولهم للرسل - ما أنتم إلا بشر مثلنا - ولو شاء الله لأنزل ملائكة - وما أشبه ذلك (بآيات ربه) بالقرآن ولذلك رجع إليها الضمير مذكرا في قوله أن يفقهوه (فأعرض عنها) فلم يتذكر حين ذكر ولم يتدبر (ونسى) عاقبة (ما قدمت يداه) من الكفر والمعاصي غير متفكر فيها ولا ناظر في أن المسئ والمحسن لا بد لهما من جزاء، ثم علل إعراضهم ونسيانهم بأنهم مطبوع على قلوبهم، وجمع بعد الإفراد حملا على لفظ من ومعناه (فلن يهتدوا) فلا يكون منهم اهتداء البتة كأنه محال منهم لشدة تصميمهم (أبدا) مدة التكليف كلها. وإذا جزاء وجواب فدل على انتفاء اهتدائهم لدعوة الرسول، بمعنى أنهم جعلوا ما يجب أن يكون سبب وجود الاهتداء سببا في انتفائه، وعلى أنه جواب للرسول على تقدير قوله: مالي لا أدعوهم حرصا على إسلامهم، فقيل: وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا (الغفور) البليغ المغفرة (ذو الرحمة) الموصوف بالرحمة، ثم استشهد على ذلك بترك مؤاخذة أهل مكة عاجلا من غير إمهال مع إفراطهم في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم (بل لهم موعد) وهو يوم بدر (لن يجدوا من دونه موئلا) منجى ولا ملجأ. يقال وأل إذا نجا، ووأل إليه إذا لجأ إليه (وتلك القرى) يريد