____________________
وإضافته إذا أضيف حقيقية معرفة كغلام زيد إلا إذا نويت حكاية الحال الماضية. والوصيد الفناء، وقيل العتبة، وقيل الباب، وأنشد:
بأرض فضاء لا يسد وصيدها * على ومعروف بها غير منكر وقرئ ولملئت بتشديد اللام للمبالغة. وقرئ بتخفيف الهمزة وقلبها ياء، و (رعبا) بالتخفيف والتثقيل وهو الخوف الذي يرعب الصدر: أي يملؤه وذلك لما ألبسهم الله من الهيبة. وقيل لطول أظفارهم وشعورهم وعظم أجرامهم، وقيل لوحشة مكانهم. وعن معاوية: أنه غزا الروم فمر بالكهف فقال: لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم، فقال له ابن عباس رضي الله عنه: ليس لك ذلك قد منع الله تعالى منه من هو خير منك، فقال - لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا - فقال معاوية: لا انتهى حتى أعلم علمهم، فبعث ناسا وقال لهم اذهبوا فانظروا ففعلوا، فلما دخلوا الكهف بعث الله عليهم ريحا فأحرقتهم. وقرئ لو اطلعت بضم الواو (وكذلك بعثناهم) وكما أنمناهم تلك النومة كذلك بعثناهم أدكارا بقدرته على الإنامة والبعث جميعا. ليسأل بعضهم بعضا ويعرفوا حالهم وما صنع الله بهم فيعتبروا ويستدلوا على عظم قدرة الله تعالى ويزدادوا يقينا ويشكروا ما أنعم الله به عليهم وكرموا به (قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) جواب مبنى على غالب الظن، وفيه دليل على جواز الاجتهاد والقول بالظن الغالب، وأنه لا يكون كذبا وإن جاز أن يكون خطأ (قالوا ربكم أعلم بما لبثتم) إنكار عليهم من بعضهم وأن الله أعلم بمدة لبثهم كأن هؤلاء قد علموا بالأدلة أو بإلهام من الله أن المدة متطاولة وأن مقدارها مبهم لا يعلمه إلا الله. وروى أنهم دخلوا الكهف غدوة وكان انتباههم بعد الزوال فظنوا أنهم في يومهم، فلما نظروا إلى طول أظفارهم وأشعارهم قالوا ذلك. فإن قلت: كيف وصلوا قولهم (فابعثوا) بتذاكر حديث المدة؟ قلت:
كأنهم قالوا: ربكم أعلم بذلك لا طريق لكم إلى علمه فخذوا في شئ آخر مما يهمكم. والورق: الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة، ومنه الحديث " أن عرفجة أصيب أنفه يوم الكلاب، فاتخذ أنفا من ورق فأنتن، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب ". وقرئ بورقكم بسكون الراء والواو مفتوحة أو مكسورة وقرأ ابن كثير بورقكم بكسر الراء وبإدغام القاف في الكاف، وعن ابن محيصن أنه كسر الواو وأسكن الراء وأدغم، وهذا غير جائز لالتقاء الساكنين لا على حده. وقيل المدينة طرسوس، قالوا: وتزودهم ما كان معهم من الورق عند فرارهم دليل على أن حمل النفقة وما يصلح المسافر هو رأى المتوكلين على الله دون المتكلين على الاتفاقات وعلى ما في أوعية القوم من النفقات. ومنه قول عائشة رضي الله عنها لمن سألها عن محرم يشد عليه هميانه أوثق عليك نفقتك. وما حكى عن بعض صعاليك العلماء أنه كان شديد الحنين إلى أن يرزق حج بيت الله وتعولم منه ذلك، فكانت مياسير أهل بلده كلما عزم منهم فوج على حج أتوه فبذلوا له أن يحجوا به وألحوا عليه فيعتذر إليهم ويحمد إليهم بذلهم، فإذا انفضوا عنه قال لمن عنده: ما لهذا السفر إلا شيئان: شد الهميان، والتوكل على
بأرض فضاء لا يسد وصيدها * على ومعروف بها غير منكر وقرئ ولملئت بتشديد اللام للمبالغة. وقرئ بتخفيف الهمزة وقلبها ياء، و (رعبا) بالتخفيف والتثقيل وهو الخوف الذي يرعب الصدر: أي يملؤه وذلك لما ألبسهم الله من الهيبة. وقيل لطول أظفارهم وشعورهم وعظم أجرامهم، وقيل لوحشة مكانهم. وعن معاوية: أنه غزا الروم فمر بالكهف فقال: لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم، فقال له ابن عباس رضي الله عنه: ليس لك ذلك قد منع الله تعالى منه من هو خير منك، فقال - لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا - فقال معاوية: لا انتهى حتى أعلم علمهم، فبعث ناسا وقال لهم اذهبوا فانظروا ففعلوا، فلما دخلوا الكهف بعث الله عليهم ريحا فأحرقتهم. وقرئ لو اطلعت بضم الواو (وكذلك بعثناهم) وكما أنمناهم تلك النومة كذلك بعثناهم أدكارا بقدرته على الإنامة والبعث جميعا. ليسأل بعضهم بعضا ويعرفوا حالهم وما صنع الله بهم فيعتبروا ويستدلوا على عظم قدرة الله تعالى ويزدادوا يقينا ويشكروا ما أنعم الله به عليهم وكرموا به (قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) جواب مبنى على غالب الظن، وفيه دليل على جواز الاجتهاد والقول بالظن الغالب، وأنه لا يكون كذبا وإن جاز أن يكون خطأ (قالوا ربكم أعلم بما لبثتم) إنكار عليهم من بعضهم وأن الله أعلم بمدة لبثهم كأن هؤلاء قد علموا بالأدلة أو بإلهام من الله أن المدة متطاولة وأن مقدارها مبهم لا يعلمه إلا الله. وروى أنهم دخلوا الكهف غدوة وكان انتباههم بعد الزوال فظنوا أنهم في يومهم، فلما نظروا إلى طول أظفارهم وأشعارهم قالوا ذلك. فإن قلت: كيف وصلوا قولهم (فابعثوا) بتذاكر حديث المدة؟ قلت:
كأنهم قالوا: ربكم أعلم بذلك لا طريق لكم إلى علمه فخذوا في شئ آخر مما يهمكم. والورق: الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة، ومنه الحديث " أن عرفجة أصيب أنفه يوم الكلاب، فاتخذ أنفا من ورق فأنتن، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب ". وقرئ بورقكم بسكون الراء والواو مفتوحة أو مكسورة وقرأ ابن كثير بورقكم بكسر الراء وبإدغام القاف في الكاف، وعن ابن محيصن أنه كسر الواو وأسكن الراء وأدغم، وهذا غير جائز لالتقاء الساكنين لا على حده. وقيل المدينة طرسوس، قالوا: وتزودهم ما كان معهم من الورق عند فرارهم دليل على أن حمل النفقة وما يصلح المسافر هو رأى المتوكلين على الله دون المتكلين على الاتفاقات وعلى ما في أوعية القوم من النفقات. ومنه قول عائشة رضي الله عنها لمن سألها عن محرم يشد عليه هميانه أوثق عليك نفقتك. وما حكى عن بعض صعاليك العلماء أنه كان شديد الحنين إلى أن يرزق حج بيت الله وتعولم منه ذلك، فكانت مياسير أهل بلده كلما عزم منهم فوج على حج أتوه فبذلوا له أن يحجوا به وألحوا عليه فيعتذر إليهم ويحمد إليهم بذلهم، فإذا انفضوا عنه قال لمن عنده: ما لهذا السفر إلا شيئان: شد الهميان، والتوكل على