____________________
من المثل في أن حال من علم (أنما أنزل إليك من ربك الحق) فاستجاب بمعزل من حال الجاهل الذي لم يستبصر فيستجيب كبعد ما بين الزبد والماء والخبث والإبريز (إنما يتذكر أولوا الألباب) أي الذين عملوا على قضيات عقولهم فنظروا واستبصروا (الذين يوفون بعهد الله) مبتدأ - وأولئك لهم عقبى الدار - خبره كقوله - والذين ينقضون عهد الله - أولئك لهم اللعنة - ويجوز أن يكون صفة لأولي الألباب والأول أوجه. وعهد الله ما عقدوه على أنفسهم من الشهادة بربوبيته وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى (ولا ينقضون الميثاق) ولا ينقضون كل ما وثقوه على أنفسهم وقبلوه من الإيمان بالله وغيره من المواثيق بينهم وبين الله وبين العباد تعميم بعد تخصيص (ما أمر الله به أن يوصل) من الأرحام والقرابات، ويدخل فيه وصل قرابة رسول الله وقرابة المؤمنين الثابتة بسبب الإيمان - إنما المؤمنون إخوة - بالإحسان إليهم على حسب الطاقة ونصرتهم والذب عنهم والشفقة عليهم والنصيحة لهم وطرح التفرقة بين أنفسهم وبينهم وإفشاء السلام عليهم وعيادة مرضاهم وشهود جنائزهم، ومنه مراعاة حق الأصحاب والخدم والجيران والرفقاء في السفر وكل ما تعلق منهم بسبب حتى الهرة والدجاجة. وعن الفضيل بن عياض: أن جماعة دخلوا عليه بمكة فقال: من أين أنتم؟ قالوا: من أهل خراسان، قال: اتقوا الله وكونوا من حيث شئتم، واعلموا أن العبد لو أحسن الإحسان كله وكانت له دجاجة فأساء إليها لم يكن من المحسنين (ويخشون ربهم) أي يخشون وعيده كله (ويخافون) خصوصا (سوء الحساب) فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا (صبروا) مطلق فيما يصبر عليه من المصائب في النفوس والأموال ومشاق التكليف (ابتغاء وجه) الله لا ليقال ما أصبره وأحمله للنوازل وأوقره عند الزلازل، ولا لئلا يعاب بالجزع ولئلا يشمت به الأعداء كقوله:
وتجلدي للشامتين أريهم * ولا لأنه لا طائل تحت الهلع ولا مرد فيه للفائت كقوله: ما إن جزعت ولا هلع * ت ولا يرد بكاى زندا وكل عمل له وجوه يعمل عليها، فعلى المؤمن أن ينوى منها ما به كان حسنا عند الله، وإلا لم يستحق به ثوابا وكان فعلا كلا فعل (مما رزقناهم) من الحلال، لأن الحرام لا يكون رزقا ولا يسند إلى الله (سرا وعلانية) يتناول النوافل لأنها في السر أفضل، والفرائض لوجوب المجاهرة بها نفيا للتهمة (ويدرءون بالحسنة السيئة) ويدفعونها،
وتجلدي للشامتين أريهم * ولا لأنه لا طائل تحت الهلع ولا مرد فيه للفائت كقوله: ما إن جزعت ولا هلع * ت ولا يرد بكاى زندا وكل عمل له وجوه يعمل عليها، فعلى المؤمن أن ينوى منها ما به كان حسنا عند الله، وإلا لم يستحق به ثوابا وكان فعلا كلا فعل (مما رزقناهم) من الحلال، لأن الحرام لا يكون رزقا ولا يسند إلى الله (سرا وعلانية) يتناول النوافل لأنها في السر أفضل، والفرائض لوجوب المجاهرة بها نفيا للتهمة (ويدرءون بالحسنة السيئة) ويدفعونها،