____________________
إنجائكم وهو بدل الاشتمال. فإن قلت: في سورة البقرة يذبحون وفي الأعراف يقتلون وههنا (ويذبحون) مع الواو فما الفرق؟ قلت: الفرق أن التذبيح حيث طرح الواو جعل تفسيرا للعذاب وبيانا له، وحيث أثبت جعل التذبيح لأنه أوفى على جنس العذاب وزاد عليه زيادة ظاهرة كأنه جنس آخر. فإن قلت: كيف فعل آل فرعون بلاء من ربهم؟ قلت: تمكينهم وإمهالهم حتى فعلوا ما فعلوا ابتلاء من الله، ووجه آخر وهو أن ذلك إشارة إلى الإنجاء وهو بلاء عظيم، والبلاء يكون ابتلاء بالنعمة والمحنة جميعا، قال تعالى - ونبلوكم بالشر والخير فتنة -، وقال زهير:
* فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو * (وإذ تأذن ربكم) من جملة ما قال موسى لقومه، وانتصابه للعطف على قوله - نعمة الله عليكم - كأنه قيل: وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم واذكروا حين تأذن ربكم، ومعنى تأذن ربكم: أذن ربكم، ونظير تأذن وأذن توعد وأوعد وتفضل وأفضل، ولا بد في تفعل من زيادة معنى ليس في أفعل كأنه قيل: وإذ أذن ربكم إيذانا بليغا تنتفي عنده الشكوك وتنزاح الشبه، والمعنى: وإذ تأذن ربكم فقال (لئن شكرتم) أو أجرى تأذن مجرى قال لأنه ضرب من القول، وفي قراءة ابن مسعود - وإذ قال ربكم لئن شكرتم - أي لئن شكرتم يا بني إسرائيل ما خولتكم من نعمة الإنجاء وغيرها من النعم بالإيمان الخالص والعمل الصالح (لأزيدنكم) نعمة إلى نعمة، ولأضاعفن لكم ما آتيتكم (ولئن كفرتم) وغمطتم ما أنعمت به عليكم (إن عذابي لشديد) لمن كفر نعمتي (وقال موسى إن تكفروا أنتم) يا بني إسرائيل والناس كلهم فإنما ضررتم أنفسكم وحرمتموها الخير الذي لا بد لكم منه وأنتم إليه محاويج، والله غني عن شكركم (حميد) مستوجب للحمد بكثرة أنعمه وأياديه وإن لم يحمده الحامدون (والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله) جملة من مبتدأ وخبر وقعت اعتراضا، أو عطف الذين من بعدهم على قوم نوح ولا يعلمهم إلا الله اعتراض، والمعنى: أنهم من الكثرة بحيث لا يعلم عددهم إلا الله. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون. وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: كذب النسابون، يعني أنهم يدعون علم الأنساب وقد نفى الله علمها عن العباد (فردوا أيديهم في أفواههم)
* فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو * (وإذ تأذن ربكم) من جملة ما قال موسى لقومه، وانتصابه للعطف على قوله - نعمة الله عليكم - كأنه قيل: وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم واذكروا حين تأذن ربكم، ومعنى تأذن ربكم: أذن ربكم، ونظير تأذن وأذن توعد وأوعد وتفضل وأفضل، ولا بد في تفعل من زيادة معنى ليس في أفعل كأنه قيل: وإذ أذن ربكم إيذانا بليغا تنتفي عنده الشكوك وتنزاح الشبه، والمعنى: وإذ تأذن ربكم فقال (لئن شكرتم) أو أجرى تأذن مجرى قال لأنه ضرب من القول، وفي قراءة ابن مسعود - وإذ قال ربكم لئن شكرتم - أي لئن شكرتم يا بني إسرائيل ما خولتكم من نعمة الإنجاء وغيرها من النعم بالإيمان الخالص والعمل الصالح (لأزيدنكم) نعمة إلى نعمة، ولأضاعفن لكم ما آتيتكم (ولئن كفرتم) وغمطتم ما أنعمت به عليكم (إن عذابي لشديد) لمن كفر نعمتي (وقال موسى إن تكفروا أنتم) يا بني إسرائيل والناس كلهم فإنما ضررتم أنفسكم وحرمتموها الخير الذي لا بد لكم منه وأنتم إليه محاويج، والله غني عن شكركم (حميد) مستوجب للحمد بكثرة أنعمه وأياديه وإن لم يحمده الحامدون (والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله) جملة من مبتدأ وخبر وقعت اعتراضا، أو عطف الذين من بعدهم على قوم نوح ولا يعلمهم إلا الله اعتراض، والمعنى: أنهم من الكثرة بحيث لا يعلم عددهم إلا الله. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون. وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: كذب النسابون، يعني أنهم يدعون علم الأنساب وقد نفى الله علمها عن العباد (فردوا أيديهم في أفواههم)