____________________
شديد الفقار، ويكون مثلا في القوة والقدرة كما جاء: فساعد الله أشد وموساه أحد، لأن الحيوان إذا اشتد محاله كان منعوتا بشدة القوة والاضطلاع بما يعجز عنه غيره، ألا ترى إلى قولهم فقرته الفواقر، وذلك أن الفقار عمود الظهر وقوامه (دعوة الحق) فيه وجهان: أحدهما أن تضاف الدعوة إلى الحق الذي هو نقيض الباطل كما تضاف الكلمة إليه في قولك كلمة الحق للدلالة على أن الدعوة ملابسة للحق مختصة به وأنها بمعزل من الباطل. والمعنى:
أن الله سبحانه يدعى فيستجيب الدعوة ويعطى الداعي سؤاله إن كان مصلحة له فكانت دعوة ملابسة للحق لكونه حقيقا بأن يوجه إليه الدعاء لما في دعوته من الجدوى والنفع بخلاف مالا ينفع ولا يجدى دعاؤه. والثاني أن تضاف إلى الحق الذي هو الله عز وعلا على معنى دعوة المدعو الحق الذي يسمع فيجيب. وعن الحسن: الحق هو الله، وكل دعاء إليه دعوة الحق. فإن قلت: ما وجه اتصال هذين الوصفين بما قبله؟ قلت: أما على قصة أربد فظاهرة لإن إصابته بالصاعقة محال من الله ومكر به من حيث لم يشعر، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وعلى صاحبه بقوله (اللهم اخسفهما بما شئت) فأجيب فيهما، فكانت الدعوة دعوة حق. وأما على الأول فوعيد للكفرة على مجادلتهم رسول الله بحلول محاله بهم وإجابة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دعا عليهم فيهم (والذين يدعون) والآلهة الذين يدعونهم الكفار (من) دون الله (لا يستجيبون لهم بشئ) من طلباتهم (إلا كباسط كفيه) إلا استجابة كاستجابة باسط كفيه: أي كاستجابة الماء من بسط كفيه إليه يطلب منه أن يبلغ فاه، والماء جماد لا يشعر ببسط كفيه ولا بعطشه وحاجته إليه، ولا يقدر أن يجيب دعاءه ويبلغ فاه، وكذلك ما يدعونه جماد لا يحس بدعائهم ولا يستطيع إجابتهم ولا يقدر على نفعهم. وقيل شبهوا في قلة جدوى دعائهم لآلهتهم بمن أراد أن يغرف الماء بيديه ليشربه فبسطهما ناشرا أصابعه فلم تلق كفاه منه شيئا ولم يبلغ طلبته من شربه.
وقرئ تدعون بالتاء كباسط كفيه بالتنوين (إلا في ضلال) إلا في ضياع لا منفعة فيه، لأنهم إن دعوا الله لم يجبهم، وإن دعوا الآلهة لم تستطع إجابتهم (ولله يسجد) أي ينقادون لإحداث ما أراده فيهم من أفعاله شاءوا أو أبوا لا يقدرون أن يمتنعوا عليه. وتنقاد له (ظلالهم) أيضا حيث تتصرف على مشيئته في الامتداد والتقلص والفئ
أن الله سبحانه يدعى فيستجيب الدعوة ويعطى الداعي سؤاله إن كان مصلحة له فكانت دعوة ملابسة للحق لكونه حقيقا بأن يوجه إليه الدعاء لما في دعوته من الجدوى والنفع بخلاف مالا ينفع ولا يجدى دعاؤه. والثاني أن تضاف إلى الحق الذي هو الله عز وعلا على معنى دعوة المدعو الحق الذي يسمع فيجيب. وعن الحسن: الحق هو الله، وكل دعاء إليه دعوة الحق. فإن قلت: ما وجه اتصال هذين الوصفين بما قبله؟ قلت: أما على قصة أربد فظاهرة لإن إصابته بالصاعقة محال من الله ومكر به من حيث لم يشعر، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وعلى صاحبه بقوله (اللهم اخسفهما بما شئت) فأجيب فيهما، فكانت الدعوة دعوة حق. وأما على الأول فوعيد للكفرة على مجادلتهم رسول الله بحلول محاله بهم وإجابة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دعا عليهم فيهم (والذين يدعون) والآلهة الذين يدعونهم الكفار (من) دون الله (لا يستجيبون لهم بشئ) من طلباتهم (إلا كباسط كفيه) إلا استجابة كاستجابة باسط كفيه: أي كاستجابة الماء من بسط كفيه إليه يطلب منه أن يبلغ فاه، والماء جماد لا يشعر ببسط كفيه ولا بعطشه وحاجته إليه، ولا يقدر أن يجيب دعاءه ويبلغ فاه، وكذلك ما يدعونه جماد لا يحس بدعائهم ولا يستطيع إجابتهم ولا يقدر على نفعهم. وقيل شبهوا في قلة جدوى دعائهم لآلهتهم بمن أراد أن يغرف الماء بيديه ليشربه فبسطهما ناشرا أصابعه فلم تلق كفاه منه شيئا ولم يبلغ طلبته من شربه.
وقرئ تدعون بالتاء كباسط كفيه بالتنوين (إلا في ضلال) إلا في ضياع لا منفعة فيه، لأنهم إن دعوا الله لم يجبهم، وإن دعوا الآلهة لم تستطع إجابتهم (ولله يسجد) أي ينقادون لإحداث ما أراده فيهم من أفعاله شاءوا أو أبوا لا يقدرون أن يمتنعوا عليه. وتنقاد له (ظلالهم) أيضا حيث تتصرف على مشيئته في الامتداد والتقلص والفئ