____________________
الإيمان. وقرأ أبى كذبوا بالتشديد (سيصيب الذين كفروا منهم) من الأعراب (عذاب أليم) في الدنيا بالقتل وفي الآخرة بالنار (الضعفاء) الهرمى والزمني. والذين لا يجدون: الفقراء قيل هم مزينة وجهينة وبنو عذرة. والنصح لله ورسوله: الإيمان بهما وطاعتهما في السر والعلن وتوليهما والحب والبغض فيهما كما يفعل الموالى الناصح بصاحبه (على المحسنين) على المعذورين الناصحين، ومعنى لا سبيل عليهم: لا جناح عليهم ولا طريق للعاتب عليهم (قلت لا أجد) حال من الكاف في " أتوك " وقد قبله مضمرة كما قيل في قوله - أو جاءوكم حصرت صدورهم - أي إذا ما أتوك قائلا لا أجد (تولوا) ولقد حصر الله المعذورين في التخلف الذين ليس لهم في أبدانهم استطاعة والذين عدموا آلة الخروج والذين سألوا المعونة فلم يجدوها. وقيل المستحملون أبو موسى الأشعري وأصحابه. وقيل البكاءون وهم ستة نفر من الأنصار (تفيض من الدمع) كقولك تفيض دمعا وهو أبلغ من يفيض دمعها، لأن العين جعلت كأن كلها دمع فائض، وما للبيان كقولك أفديك من رجل، ومحل الجار والمجرور النصب على التمييز (ألا يجدوا) لئلا يجدوا، محله نصب على أنه مفعول له وناصبه المفعول له الذي هو حزنا. فإن قلت:
(رضوا) ما موقعه؟ قلت: هو استئناف كأنه قيل: ما بالهم استأذنوا وهم أغنياء؟ فقيل رضوا بالدناءة والضعة والانتظام في جملة الخوالف (وطبع الله على قلوبهم) يعنى أن السبب في استئذانهم رضاهم بالدناءة وخذلان الله تعالى إياهم. فإن قلت: فهل يجوز أن يكون قوله قلت لا أجد استئنافا مثله كأنه قيل إذا ما أتوك لتحملهم تولوا فقيل ما لهم تولوا بكين، فقيل قلت لا أجد ما أحملكم عليه، إلا أنه وسط بين الشرط والجزاء كالاعتراض.
قلت: نعم، ويحسن (لن نؤمن لكم) علة للنهي عن الاعتذار لأن غرض المعتذر أن يصدق فيما يعتذر به، فإذا علم أنه مكذب وجب عليه الإخلال، وقوله (قد نبأنا الله من أخباركم) علة لانتفاء تصديقهم لأن الله عز وجل إذا أوحى إلى رسوله الإعلام بأخبارهم وأحوالهم وما في ضمائرهم من الشر والفساد لم يستقم مع ذلك تصديقهم في معاذيرهم (وسيرى الله عملكم) أتنيبون أم تثبتون على كفركم (ثم تردون) إليه وهو عالم غيب وشهادة وسر وعلانية فيجازيكم على حسب ذلك (لتعرضوا عنهم) فلا توبخوهم ولا تعاتبوهم (فأعرضوا عنهم) فأعطوهم طلبتهم
(رضوا) ما موقعه؟ قلت: هو استئناف كأنه قيل: ما بالهم استأذنوا وهم أغنياء؟ فقيل رضوا بالدناءة والضعة والانتظام في جملة الخوالف (وطبع الله على قلوبهم) يعنى أن السبب في استئذانهم رضاهم بالدناءة وخذلان الله تعالى إياهم. فإن قلت: فهل يجوز أن يكون قوله قلت لا أجد استئنافا مثله كأنه قيل إذا ما أتوك لتحملهم تولوا فقيل ما لهم تولوا بكين، فقيل قلت لا أجد ما أحملكم عليه، إلا أنه وسط بين الشرط والجزاء كالاعتراض.
قلت: نعم، ويحسن (لن نؤمن لكم) علة للنهي عن الاعتذار لأن غرض المعتذر أن يصدق فيما يعتذر به، فإذا علم أنه مكذب وجب عليه الإخلال، وقوله (قد نبأنا الله من أخباركم) علة لانتفاء تصديقهم لأن الله عز وجل إذا أوحى إلى رسوله الإعلام بأخبارهم وأحوالهم وما في ضمائرهم من الشر والفساد لم يستقم مع ذلك تصديقهم في معاذيرهم (وسيرى الله عملكم) أتنيبون أم تثبتون على كفركم (ثم تردون) إليه وهو عالم غيب وشهادة وسر وعلانية فيجازيكم على حسب ذلك (لتعرضوا عنهم) فلا توبخوهم ولا تعاتبوهم (فأعرضوا عنهم) فأعطوهم طلبتهم