____________________
على توبتهم ويثبتوا، وليتوبوا أيضا فيما يستقبل إن فرطت منهم أن الله تواب على من تاب ولو عاد في اليوم مائة مرة. روى أن ناسا من المؤمنين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم من بدا له وكره مكانه فلحق به. عن الحسن: بلغني أنه كان لأحدهم حائط كان خيرا من مائة ألف درهم فقال: يا حائطاه ما خلفني إلا ظلك وانتظار ثمرك، اذهب فأنت في سبيل الله، ولم يكن لآخر إلا أهله فقال: يا أهلاه ما بطأني ولا خلفني إلا الضن بك، لاجرم والله لأكابدن المفاوز حتى ألحق برسول الله، فركب ولحق به، ولم يكن لآخر إلا نفسه لا أهل ولا مال فقال: يا نفس ما خلفني إلا حب الحياة لك، والله لأكابدن الشدائد حتى ألحق برسول الله، فتأبط زاده ولحق به. قال الحسن: كذلك والله المؤمن يتوب من ذنوبه ولا يصر عليها. وعن أبي ذر الغفاري أن بعيره أبطأ به فحمل متاعه على ظهره واتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى سواده: كن أبا ذر، فقال الناس: هو ذاك، فقال (رحم الله أبا ذر يمشى وحده ويموت وحده ويبعث وحده) وعن أبي خيثمة أنه بلغ بستانه وكانت له امرأة حسناء فرشت له في الظل وبسطت له الحصير وقربت إليه الرطب والماء البارد، فنظر فقال: ظل ظليل ورطب يانع وماء بارد وامرأة حسناء ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح والريح، ما هذا بخير، فقام فرحل ناقته وأخذ سيفه ورمحه ومر كالريح، فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم واستغفر له. ومنهم من بقى لم يلحق به منهم الثلاثة. قال كعب: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت عليه فرد على كالمغضب بعد ما ذكرني وقال: ليت شعري ما خلف كعبا؟ فقيل له: ما خلفه إلا حسن برديه والنظر في عطفيه، فقال: معاذ الله ما أعلم إلا فضلا وإسلاما ونهى عن كلامنا أيها الثلاثة، فتنكر لنا الناس ولم يكلمنا أحد من قريب ولا بعيد، فلما مضت أربعون ليلة أمرنا أن نعتزل نساءنا ولا نقربهن، فلما تمت خمسون ليلة إذا أنا بنداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك، فخررت ساجدا وكنت كما وصفني ربى، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم، وتتابعت البشارة فلبست ثوبي وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون، فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وقال: لتهنك توبة الله عليك فلن أنساها لطلحة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستنير استنارة القمر: أبشر يا كعب بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك، ثم تلا علينا الآية). وعن أبي بكر الوراق أنه سئل عن التوبة النصوح؟ فقال: أن تضيق على التائب الأرض بما رحبت، وتضيق عليه نفسه كتوبة كعب ابن مالك وصاحبيه (مع الصادقين) وقرئ من الصادقين وهم الذين صدقوا في دين الله نية وقولا وعملا، أو الذين صدقوا في إيمانهم ومعاهدتهم لله ورسوله على الطاعة من قوله - رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه - وقيل هم الثلاثة: أي كونوا مثل هؤلاء في صدقهم وثباتهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: الخطاب لمن آمن من أهل الكتاب: أي كونوا مع المهاجرين والأنصار ووافقوهم وانتظموا في جملتهم واصدقوا مثل صدقهم. وقيل