فليضحكوا قليلا وليبكوا كيرا جزاءا بما كانوا يكسبون.
____________________
لهم، وأن فيه معنى الشرط، وذكرنا النكتة في المجئ به على لفظ الأمر، والسبعون جار مجرى المثل في كلامهم للتكثير، قال علي بن أبي طالب عليه السلام:
لأصبحن العاص وابن العاصي * سبعين ألفا عاقدي النواصي فإن قلت: كيف خفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفصح العرب وأخبرهم بأساليب الكلام وتمثيلاته. والذي يفهم من ذكر هذا العدد كثرة الاستغفار، كيف وقد تلاه بقوله - ذلك بأنهم كفروا - الآية.
فبين الصارف عن المغفرة لهم حتى قال: قد رخص لي ربى فسأزيد على السبعين؟ قلت: لم يخف عليه ذلك، ولكنه خيل بما قال إظهارا لغاية رحمته ورأفته على من بعث إليه كقول إبراهيم عليه السلام - ومن عصاني فإنك غفور رحيم - وفي إظهار النبي صلى الله عليه وسلم الرأفة والرحمة لطف لأمته ودعاء لهم إلى ترحم بعضهم على بعض المخلفون (الذين استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين فأذن لهم وخلفهم في المدينة في غزوة تبوك، أو الذين خلفهم كسلهم ونفاقهم والشيطان (بمقعدهم) بقعودهم عن الغزو (خلاف رسول الله) خلفه يقال أقام خلاف الحي بمعنى بعدهم ظعنوا ولم يطعن معهم، وتشهد له قراءة أبى حياة " خلف رسول الله " وقيل هو بمعنى المخالفة لأنهم خالفوه حيث قعدوا ونهض، وانتصابه على أنه مفعول له أو حال: أي قعدوا لمخالفته أو مخالفين له (أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم) تعريض بالمؤمنين وبتحملهم المشاق العظام لوجه الله تعالى وبما فعلوا من بذل أموالهم وأرواحهم في سبيل الله تعالى وإيثارهم ذلك على الدعة والخفض وكره ذلك المنافقون، وكيف لا يكرهونه وما فيهم ما في المؤمنين من باعث الإيمان وداعي الإيقان (قل نار جهنم أشد حرا) استجهال لهم لأن من تصون من مشقة ساعة، فوقع بسبب ذلك التصون في مشقة الأبد كان أجهل من كل جاهل، ولبعضهم:
مسرد أحقاب تلقيت بعدها * مساءة يوم أريها شبه الصاب فيكف بأن تلقى مسرة ساعة * وراء تقضيها مساءة أحقاب معناه: فسيضحكون قليلا ويبكون كثيرا (جزاء) إلا أنه أخرج على لفظ الأمر للدلالة على أنه حتم واجب
لأصبحن العاص وابن العاصي * سبعين ألفا عاقدي النواصي فإن قلت: كيف خفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفصح العرب وأخبرهم بأساليب الكلام وتمثيلاته. والذي يفهم من ذكر هذا العدد كثرة الاستغفار، كيف وقد تلاه بقوله - ذلك بأنهم كفروا - الآية.
فبين الصارف عن المغفرة لهم حتى قال: قد رخص لي ربى فسأزيد على السبعين؟ قلت: لم يخف عليه ذلك، ولكنه خيل بما قال إظهارا لغاية رحمته ورأفته على من بعث إليه كقول إبراهيم عليه السلام - ومن عصاني فإنك غفور رحيم - وفي إظهار النبي صلى الله عليه وسلم الرأفة والرحمة لطف لأمته ودعاء لهم إلى ترحم بعضهم على بعض المخلفون (الذين استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين فأذن لهم وخلفهم في المدينة في غزوة تبوك، أو الذين خلفهم كسلهم ونفاقهم والشيطان (بمقعدهم) بقعودهم عن الغزو (خلاف رسول الله) خلفه يقال أقام خلاف الحي بمعنى بعدهم ظعنوا ولم يطعن معهم، وتشهد له قراءة أبى حياة " خلف رسول الله " وقيل هو بمعنى المخالفة لأنهم خالفوه حيث قعدوا ونهض، وانتصابه على أنه مفعول له أو حال: أي قعدوا لمخالفته أو مخالفين له (أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم) تعريض بالمؤمنين وبتحملهم المشاق العظام لوجه الله تعالى وبما فعلوا من بذل أموالهم وأرواحهم في سبيل الله تعالى وإيثارهم ذلك على الدعة والخفض وكره ذلك المنافقون، وكيف لا يكرهونه وما فيهم ما في المؤمنين من باعث الإيمان وداعي الإيقان (قل نار جهنم أشد حرا) استجهال لهم لأن من تصون من مشقة ساعة، فوقع بسبب ذلك التصون في مشقة الأبد كان أجهل من كل جاهل، ولبعضهم:
مسرد أحقاب تلقيت بعدها * مساءة يوم أريها شبه الصاب فيكف بأن تلقى مسرة ساعة * وراء تقضيها مساءة أحقاب معناه: فسيضحكون قليلا ويبكون كثيرا (جزاء) إلا أنه أخرج على لفظ الأمر للدلالة على أنه حتم واجب