الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ١٩٢
عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين.
لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين. إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم
____________________
(عفا الله عنك) كناية عن الجناية لأن العفو رادف لها، ومعناه أخطأت وبئس ما فعلت، و (لم أذنت لهم) بيان لما كنى عنه بالعفو، ومعناه مالك أذنت لهم في القعود عن الغزو حين استأذنوك واعتلوا لك بعللهم وهلا استأنيت بالإذن (حتى يتبين لك) من صدق في عذره ممن كذب فيه، وقيل شيئان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤمر بهما: إذنه للمنافقين، وأخذه من الأسارى فعاتبه الله تعالى (لا يستأذنك) ليس من عادة المؤمنين أن يستأذنوك في أن يجاهدوا، وكان الخلص من المهاجرين والأنصار يقولون: لا نستأذن النبي أبدا ولنجاهدن أبدا معه بأموالنا وأنفسنا، ومعنى (أن يجاهدوا) في أن يجاهدوا أو كراهة أن يجاهدوا (والله عليم بالمتقين) شهادة لهم بالانتظام في زمرة المتقين وعدة لهم بأجزل الثواب (إنما يستأذنك) يعنى المنافقين وكانوا تسعة وثلاثين رجلا
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»