الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٦٢١
يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه
____________________
وكان يقول: قتلت خير الناس في الجاهلية وشر الناس في الاسلام، أراد في جاهليتي وإسلامي. وبنو أسد قوم طليحة بن خويلد تنبأ فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خالدا (1) فانهزم بعد القتال إلى الشأم ثم أسلم وحسن إسلامه، وسبع في عهد أبي بكر رضي الله عنه: فزارة قوم عيينة بن حصن وغطفان قوم قرة بن سلمة القشيري وبنو سليم قوم الفجاءة بن عبد يا ليل وبنو يربوع قوم مالك بن نويرة وبعض تميم قوم سجاح بنت المنذر المتنبئة التي زوجت نفسها مسيلمة الكذاب، وفيها يقول أبو العلاء المعري في كتاب استغفر واستغفري:
أمت سجاح ووالاها مسيلمة * كذابة في بني الدنيا وكذاب وكندة قوم الأشعث بن قيس وبنو بكر بن وائل بالبحرين قوم الحطم بن زيد، وكفى الله أمرهم على يدي أبي بكر رضي الله عنه. وفرقة واحدة في عهد عمر رضي الله عنه غسان قوم جبلة بن الأيهم نصرته اللطمة وسيرته إلى بلاد الروم بعد إسلامه (فسوف يأتي الله بقوم) قيل لما نزلت أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري فقال قوم هذا، وقيل هم ألفان من النخع، وخمسة آلاف من كندة وبجيلة وثلاثة آلاف من أفناء الناس جاهدوا يوم القادسية، وقيل هم الأنصار. وقيل (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فضرب يده على عاتق سلمان وقال: هذا وذووه، ثم قال: لو كان الايمان معلقا بالثريا لناله رجال من أبناء فارس) (يحبهم ويحبونه) محبة العباد لربهم طاعته وابتغاء مرضاته وأن لا يفعلوا ما يوجب سخطه وعقابه ومحبة الله لعباده أن يثيبهم أحسن الثواب على طاعتهم ويعظمهم ويثني عليهم ويرضى عنهم، وأما ما يعتقده أجهل الناس وأعداهم للعلم

(1) (قوله فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خالدا) في أبي السعود: أبو بكر وهو الصواب اه‍ مصححه.
(٦٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 616 617 618 619 620 621 623 624 625 626 627 ... » »»