____________________
الحبشة (خزي) ذل وفضيحة (إلا الذين تابوا) استثناء من المعاقبين عقاب قطع الطريق خاصة، وأما حكم القتل والجراح وأخذ المال فإلى الأولياء إن شاءوا عفوا وإن شاءوا استوفوا. وعن علي رضي الله عنه أن الحارث ابن بدر جاءه تائبا بعد ما كان يقطع الطريق فقبل ودرأ عنه العقوبة. الوسيلة كل ما يتوسل به: أي يتقرب من قرابة أو صنيعة أو غير ذلك، فاستعيرت لما يتوسل به إلى الله تعالى من فعل الطاعات وترك المعاصي وأنشد للبيد: أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم إلا كل ذي لب إلى الله واسل (ليفتدوا به) ليجعلوه فدية لأنفسهم، وهذا تمثيل للزوم العذاب لهم وأنه لا سبيل لهم إلى النجاة منه بوجه وعن النبي صلى الله عليه وسلم (يقال للكافر يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به؟
فيقول نعم، فيقال له: قد سئلت أيسر من ذلك) ولو مع ما في حيزه خبر إن. فإن قلت: لم وحد الراجع في قوله ليفتدوا به وقد ذكر شيئان؟ قلت: هو نحو قوله * فإني وقيار بها لغريب * أو على إجراء الضمير مجرى اسم الإشارة كأنه قيل ليفتدوا بذلك، ويجوز أن يكون الواو في ومثله بمعنى مع فيتوحد المرجوع إليه. فإن قلت:
فبم ينصب المفعول معه؟ قلت: بما يستدعيه لو من الفعل لان التقدير لو ثبت أن لهم ما في الأرض. قرأ أبو واقد أن يخرجوا بضم الياء من أخرج، ويشهد لقراءة العامة قوله بخارجين، وما يروى عن عكرمة أن نافع بن الأزرق قال لابن عباس: يا أعمى البصر أعمى القلب، تزعم أن قوما يخرجون من النار وقد قال الله تعالى - وما هم بخارجين منها - فقال: ويحك اقرأ ما فوقها هذا للكفار، فمما لفقته المجبرة وليس بأول تكاذيبهم وفراهم، وكفاك بما فيه من مواجهة ابن الأزرق ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين أظهر أعضاده من قريش وأنضاده من بني عبد المطلب وهو حبر الأمة وبحرها ومفسرها بالخطاب الذي لا يجسر على مثله أحد من أهل الدنيا وبرفعه إلى عكرمة
فيقول نعم، فيقال له: قد سئلت أيسر من ذلك) ولو مع ما في حيزه خبر إن. فإن قلت: لم وحد الراجع في قوله ليفتدوا به وقد ذكر شيئان؟ قلت: هو نحو قوله * فإني وقيار بها لغريب * أو على إجراء الضمير مجرى اسم الإشارة كأنه قيل ليفتدوا بذلك، ويجوز أن يكون الواو في ومثله بمعنى مع فيتوحد المرجوع إليه. فإن قلت:
فبم ينصب المفعول معه؟ قلت: بما يستدعيه لو من الفعل لان التقدير لو ثبت أن لهم ما في الأرض. قرأ أبو واقد أن يخرجوا بضم الياء من أخرج، ويشهد لقراءة العامة قوله بخارجين، وما يروى عن عكرمة أن نافع بن الأزرق قال لابن عباس: يا أعمى البصر أعمى القلب، تزعم أن قوما يخرجون من النار وقد قال الله تعالى - وما هم بخارجين منها - فقال: ويحك اقرأ ما فوقها هذا للكفار، فمما لفقته المجبرة وليس بأول تكاذيبهم وفراهم، وكفاك بما فيه من مواجهة ابن الأزرق ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين أظهر أعضاده من قريش وأنضاده من بني عبد المطلب وهو حبر الأمة وبحرها ومفسرها بالخطاب الذي لا يجسر على مثله أحد من أهل الدنيا وبرفعه إلى عكرمة