____________________
وبعضه قاصرا عنه يمكن معارضته، وبعضه إخبار بغيب قد وافق المخبر عنه، وبعضه إخبارا مخالفا للمخبر عنه، وبعضه دالا على معنى صحيح عند علماء المعاني، وبعضه دالا على معنى فاسد غير ملتئم، فلما تجاوب كله بلاغة معجزة فائتة لقوى البلغاء وتناصر صحة معان وصدق إخبار علم أنه ليس إلا من عند قادر على ما لا يقدر عليه غيره عالم بما لا يعلمه أحد سواه. فإن قلت: أليس نحو قوله - فإذا هي ثعبان مبين - كأنها جان - فوربك لنسألنهم أجمعين - فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان - من الاخلاف؟ قلت: ليس باختلاف عند المتدبرين، هم ناس من ضعفة المسلمين الذين لم تكن فيهم خبرة بالأحوال ولا استبطان للأمور كانوا إذا بلغهم خبر عن سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمن وسلامة أو خوف وخلل (أذاعوا به) وكانت إذاعتهم مفسدة. ولو ردوا ذلك الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى أولي الامر منهم وهم كبراء الصحابة البصراء بالأمور أو الذين كانوا يؤمرون منهم (لعلمه) لعلم تدبير ما أخبروا به (الذين يستنبطونه) الذين يستخرجون تدبيره بفطنهم وتجاربهم ومعرفتهم بأمور الحرب ومكايدها. وقيل كانوا يقفون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولي الأمر على أمن ووثوق بالظهور على بعض الأعداء أو على خوف واستشعار فيذيعونه، فينتشر فيبلغ الأعداء فتعود