الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٥٤٤
وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب. قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا.
____________________
كونه صفة للمصدر ولم تقدر يخشون خشية مثل خشية الله بمعنى مثل ما يخشى الله؟ قلت: أبى ذلك قوله أو أشد خشية لأنه وما عطف عليه في حكم واحد، ولو قلت يخشون الناس أشد خشية لم يكن إلا حالا عن ضمير الفريق ولم ينتصب انتصاب المصدر، لأنك لا تقول خشى فلان أشد خشية فتنصب خشية وأنت تريد المصدر، إنما تقول أشد خشية فتجرها، وإذا نصبتها لم يكن أشد خشية إلا عبارة عن الفاعل حالا منه، اللهم إلا أن تجعل الخشية خاشية وذات خشية على قولهم جد جده فتزعم أن معناه يخشون الناس خشية مثل خشية الله أو خشية أشد خشية من خشية الله، ويجوز على هذا أن يكون محل أشد مجرورا عطفا على خشية الله تريد كخشية الله أو كخشية أشد خشية منها (لولا أخرتنا إلى أجل قريب) استزادة في مدة الكف واستمهال إلى وقت آخر كقوله - لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق - (ولا تظلمون فتيلا) ولا تنقصون أدنى شئ من أجوركم على مشاق القتال فلا ترغبوا عنه، وقرئ ولا يظلمون بالياء. قرئ (يدرككم) بالرفع، وقيل هو على حذف الفاء كأنه قيل فيدرككم الموت وشبه بقول القائل * من يفعل الحسنات الله يشكرها * ويجوز أن يقال: حمل على ما يقع موقع أينما تكونوا وهو أينما كنتم، كما حمل ولا ناعب على ما يقع موقع ليسوا مصلحين وهو ليسوا بمصلحين فرفع كما رفع زهير:
(٥٤٤)
مفاتيح البحث: القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 ... » »»