____________________
في الحكم، وأمرهم آخرا بالرجوع إلى الكتاب والسنة فيما أشكل، وأمراء الجور لا يؤدون أمانة ولا يحكمون بعدل ولا يردون شيئا إلى كتاب ولا إلى سنة إنما يتبعون شهواتهم حيث ذهبت بهم، فهم منسلخون عن صفات الذين هم أولو الامر عند الله ورسوله وأحق أسمائهم اللصوص المتغلبة (ذلك) إشارة إلى الرد: أي الرد إلى الكتاب والسنة (خير) لكم وأصلح (وأحسن تأويلا) وأحسن عاقبة، وقيل أحسن تأويلا من تأويلكم أنتم. روي (أن بشرا المنافق خاصم يهوديا فدعاه اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف، ثم إنهما احتكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى لليهودي فلم يرض المنافق وقال: تعال نتحاكم إلى عمر ابن الخطاب، فقال اليهودي لعمر: قضى لنا رسول الله فلم يرض بقضائه، فقال للمنافق: أكذلك؟ قال نعم، فقال عمر مكانكما حتى أخرج اليكما، فدخل عمر فاشتمل على سيفه ثم خرج فضرب به عنق المنافق حتى برد ثم قال: هكذا أقضى لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله، فنزلت وقال جبريل: إن عمر فرق بين الحق والباطل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت الفاروق) والطاغوت: كعب بن الأشرف سماه الله طاغوتا لافراطه في الطغيان وعداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو على التشنيه بالشيطان والتسمية باسمه، أو جعل اختيار التحاكم إلى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم على التحاكم إليه تحكما إلى الشيطان بدليل قوله (وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم) وقرئ بما أنزل وما أنزل على البناء للفاعل. وقرأ عباس ابن الفضل أن يكفروا بها ذهابا بالطاغوت إلى الجمع كقوله - أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم - وقرأ الحسن تعالوا بضم اللام على أنه حذف اللام من تعاليت تخفيفا كما قالوا ما باليت به بالة وأصلها بالية كعافية وكما قال الكسائي في آية أن أصلها آيية فاعلة فحذفت اللام فلما حذفت وقعت واو الجمع بعد اللام من تعال فضمت فصار تعالوا نحو تقدموا، ومنه قول أهل مكة تعالي بكسر اللام للمرأة، وفي شعر الحمداني * تعالي أقاسمك الهموم تعالي * والوجه فتح اللام (فكيف) يكون حالهم وكيف يصنعون يعني أنهم يعجزون عند ذلك فلا يصدرون أمرا ولا يوردونه (إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم) من التحاكم إلى غيرك واتهامهم لك في الحكم (ثم جاءوك) حين يصابون فيعتذرون إليك و (يحلفون) ما أردنا بتحاكمنا إلى غيرك (إلا إحسانا) لا إساءة (وتوفيقا) بين الخصمين ولم نرد مخالفة لك ولا تسخطا لحكمك ففرج عنا بدعائك، وهذا وعيد لهم على فعلهم وأنهم سيندمون عليه حين