الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٤٩٥
ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم
____________________
أراد: ويالؤم ما استخلفته الدار واستبدلته. وقيل هو أن يعطي رديئا ويأخذ جيدا. وعن السدي: أن يجعل شاة مهزولة مكان سمينة، وهذا ليس بتبدل وإنما هو تبديل، إلا أن يكارم صديقا له فيأخذ منه عجفاء مكان سمينة من مال الصبي (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) ولا تنفقوها معها وحقيقتها ولا تضموها إليها في الانفاق حتى لا تفرقوا بين أموالكم وأموالهم قلة مبالاة بما لا يحل لكم وتسوية بينه وبين الحلال. فإن قلت: قد حرم عليهم أكل مال اليتامى وحده ومع أموالهم فلم ورد النهي عن أكله معها؟ قلت: لانهم إذا كانوا مستغنين عن أموال اليتامى بما رزقهم الله من مال حلال وهم على ذلك يطمعون فيها كان القبح أبلغ والذم أحق، ولأنهم كانوا يفعلون كذلك
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»