____________________
عنده محذوفا تقديره: ولا يحسبن الذين يبخلون بخلهم (هو خيرا لهم) والذي سوغ حذفه دلالة يبخلون عليه وهو فصل. وقرأ الأعمش بغير هو (سيطوقون) تفسير لقول هو شر لهم: أي سليزمون وبال ما بخلوا به إلزام الطوق وفي أمثالهم: تقلدها طوق الحمامة: إذا جاء بهنة يسب بها ويذم. وقيل يجعل ما بخل به من الزكاة حية يطوقها في عنقه يوم القيامة تنهشه من قرنه إلى قدمه وتنقر رأسه وتقول أنا مالك. وعن النبي صلى الله عليه وسلم في مانع الزكاة:
يطوق بشجاع أقرع، وروي بشجاع أسود. وعن النخعي سيطوقون بطوق من نار (ولله ميراث السماوات والأرض) أي وله ما فيهما مما يتوارثه أهلهما من مال وغيره فما لهم يبخلون عليه بملكه ولا ينفقونه في سبيله، ونحوه قوله - وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه - وقرئ بما تعملون بالتاء والياء، فالتاء على طريقة الالتفات وهي أبلغ في الوعيد والياء على الظاهر. قال ذلك اليهود حين سمعوا قول الله تعالى - من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا - فلا يخلو إما أن يقولوه عن اعتقاد لذلك أو عن استهزاء بالقرآن، وأيهما كان فالكلمة عظيمة لا تصدر إلا عن متمردين في كفرهم، ومعنى سماع الله له أنه لم يخف عليه وأنه أعد له كفاءة من العقاب (سنكتب ما قالوا) في صحائف الحفظة أو سنحفظه ونثبته في علمنا لا ننساه كما يثبت المكتوب. فإن قلت: كيف قال لقد سمع الله، ثم قال سنكتب، وهلا قيل ولقد كتبنا؟ قلت: ذكر وجود السماع أولا مؤكدا بالقسم ثم قال: سنكتب على جهة الوعيد بمعنى لن يفوتنا أبدا إثباته وتدوينه كما لن يفوتنا قتلهم الأنبياء، وجعل قتلهم الأنبياء قرينة له إيذانا بأنهما في العظم أخوان، وبأن هذا ليس بأول ما ركبوه من العظائم وأنهم أصلاء في الكفر ولهم فيه سوابق، وأن من قتل الأنبياء لم يستبعد منه الاجتراء على مثل هذا القول. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب مع أبي بكر رضي الله عنه إلى يهود بني قينقاع يدعوهم إلى الاسلام والى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن يقرضوا الله قرضا حسنا، فقال فنحاص اليهودي: إن الله فقير حين سألنا القرض، فلطمه أبو بكر في وجهه وقال: لولا الذي بيننا وبينكم من العهد لضربت عنقك، فشكاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجحد ما قاله فنزلت، ونحوه قولهم - يد الله مغلولة - (ونقول) لهم (ذوقوا) وتنتقم منهم بأن نقول لهم يوم القيامة ذوقوا (عذاب الحريق) كما أذقتم المسلمين الغصص، يقال للمنتقم منه أحس وذق. وقال أبو سفيان لحمزة رضي الله عنه: ذق عقق. وقرأ حمزة سيكتب بالياء على البناء للمفعول ويقول بالياء. وقرأ الحسن والأعرج سيكتب بالياء وتسمية الفاعل. وقرأ ابن مسعود ويقال ذوقوا (ذلك) إشارة إلى ما تقدم من عقابهم. وذكر الأيدي لان أكثر الأعمال تزاول بهن، فجعل كل عمل كالراقع بالأيدي على سبيل التغليب. فإن قلت: فلم عطف قوله (وأن الله ليس بظلام للعبيد) على ما قدمت أيديكم، وكيف جعل كونه غير ظلام للعبيد شريكا لاجتراحهم السيئات في استحقاق التعذيب؟
يطوق بشجاع أقرع، وروي بشجاع أسود. وعن النخعي سيطوقون بطوق من نار (ولله ميراث السماوات والأرض) أي وله ما فيهما مما يتوارثه أهلهما من مال وغيره فما لهم يبخلون عليه بملكه ولا ينفقونه في سبيله، ونحوه قوله - وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه - وقرئ بما تعملون بالتاء والياء، فالتاء على طريقة الالتفات وهي أبلغ في الوعيد والياء على الظاهر. قال ذلك اليهود حين سمعوا قول الله تعالى - من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا - فلا يخلو إما أن يقولوه عن اعتقاد لذلك أو عن استهزاء بالقرآن، وأيهما كان فالكلمة عظيمة لا تصدر إلا عن متمردين في كفرهم، ومعنى سماع الله له أنه لم يخف عليه وأنه أعد له كفاءة من العقاب (سنكتب ما قالوا) في صحائف الحفظة أو سنحفظه ونثبته في علمنا لا ننساه كما يثبت المكتوب. فإن قلت: كيف قال لقد سمع الله، ثم قال سنكتب، وهلا قيل ولقد كتبنا؟ قلت: ذكر وجود السماع أولا مؤكدا بالقسم ثم قال: سنكتب على جهة الوعيد بمعنى لن يفوتنا أبدا إثباته وتدوينه كما لن يفوتنا قتلهم الأنبياء، وجعل قتلهم الأنبياء قرينة له إيذانا بأنهما في العظم أخوان، وبأن هذا ليس بأول ما ركبوه من العظائم وأنهم أصلاء في الكفر ولهم فيه سوابق، وأن من قتل الأنبياء لم يستبعد منه الاجتراء على مثل هذا القول. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب مع أبي بكر رضي الله عنه إلى يهود بني قينقاع يدعوهم إلى الاسلام والى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن يقرضوا الله قرضا حسنا، فقال فنحاص اليهودي: إن الله فقير حين سألنا القرض، فلطمه أبو بكر في وجهه وقال: لولا الذي بيننا وبينكم من العهد لضربت عنقك، فشكاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجحد ما قاله فنزلت، ونحوه قولهم - يد الله مغلولة - (ونقول) لهم (ذوقوا) وتنتقم منهم بأن نقول لهم يوم القيامة ذوقوا (عذاب الحريق) كما أذقتم المسلمين الغصص، يقال للمنتقم منه أحس وذق. وقال أبو سفيان لحمزة رضي الله عنه: ذق عقق. وقرأ حمزة سيكتب بالياء على البناء للمفعول ويقول بالياء. وقرأ الحسن والأعرج سيكتب بالياء وتسمية الفاعل. وقرأ ابن مسعود ويقال ذوقوا (ذلك) إشارة إلى ما تقدم من عقابهم. وذكر الأيدي لان أكثر الأعمال تزاول بهن، فجعل كل عمل كالراقع بالأيدي على سبيل التغليب. فإن قلت: فلم عطف قوله (وأن الله ليس بظلام للعبيد) على ما قدمت أيديكم، وكيف جعل كونه غير ظلام للعبيد شريكا لاجتراحهم السيئات في استحقاق التعذيب؟