____________________
معناه أن النجاة من القتل يجوز أن يكون سببها القعود عن القتال وأن يكون غيره لان أسباب النجاة كثيرة، وقد يكون قتال الرجل سبب نجاته ولو لم يقاتل لقتل، فما يدريكم ان سبب نجاتكم القعود وأنكم صادقون في مقالتكم، وما أنكرتم أن يكون السبب غيره. ووجه آخر إن كنتم صادقين في قولكم لو أطاعونا وقعدوا ما قتلوا: يعني أنهم لو أطاعوكم وقعدوا لقتلوا قاعدين كما قتلوا مقاتلين، وقوله: فادرءوا عن أنفسكم الموت - استهزاء بهم:
أي إن كنتم رجالا دفاعين لأسباب الموت فادرءوا جميع أسبابه حتى لا تموتوا (ولا تحسبن) الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد. وقرئ بالياء على - ولا يحسبن - رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ولا يحسبن حاسب، ويجوز أن يكون (الذين قتلوا) فاعلا ويكون التقدير: ولا يحسبنهم الذين قتلوا أمواتا: أي ولا يحسبن الذين قتلوا أنفسهم أمواتا. فإن قلت: كيف جاز حذف المفعول الأول؟ قلت: هو في الأصل مبتدأ فحذف كما حذف المبتدأ في قوله (أحياء) والمعنى: هم أحياء لدلالة الكلام عليهما، وقرئ ولا تحسبن بفتح السين وقتلوا بالتشديد وأحياء بالنصب على معنى بل أحسبهم أحياء (عند ربهم) مقربون عنده ذوو زلفى كقوله - فالذين عند ربك - (يرزقون) مثل ما يرزق سائر الاحياء يأكلون ويشربون وهو تأكيد لكونهم أحياء ووصف لحالهم التي هم عليها من التنعم برزق الله (فرحين بما آتاهم الله من فضله) وهو التوفيق في الشهادة وما ساق إليهم من الكرامة والتفضيل على غيرهم من كونهم أحياء مقربين معجلا لهم رزق الجنة ونعيمها. وعن النبي صلى الله عليه وسلم (لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تدور في أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش). (ويستبشرون ب) إخوانهم المجاهدين (الذين لم يلحقوا بهم) أي لم يقتلوا فيلحقوا بهم (من خلفهم) يريد الذين من خلفهم قد بقوا بعدهم وهم قد تقدموهم، وقيل لم يلحقوا بهم لم يدركوا فضلهم ومنزلتهم (ألا خوف عليهم) بدل من الذين، والمعنى: ويستبشرون بما تبين لهم من حال من تركوا خلفهم من المؤمنين، وهو أنهم يبعثون آمنين يوم القيامة بشرهم الله بذلك فهم مستبشرون به.
أي إن كنتم رجالا دفاعين لأسباب الموت فادرءوا جميع أسبابه حتى لا تموتوا (ولا تحسبن) الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد. وقرئ بالياء على - ولا يحسبن - رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ولا يحسبن حاسب، ويجوز أن يكون (الذين قتلوا) فاعلا ويكون التقدير: ولا يحسبنهم الذين قتلوا أمواتا: أي ولا يحسبن الذين قتلوا أنفسهم أمواتا. فإن قلت: كيف جاز حذف المفعول الأول؟ قلت: هو في الأصل مبتدأ فحذف كما حذف المبتدأ في قوله (أحياء) والمعنى: هم أحياء لدلالة الكلام عليهما، وقرئ ولا تحسبن بفتح السين وقتلوا بالتشديد وأحياء بالنصب على معنى بل أحسبهم أحياء (عند ربهم) مقربون عنده ذوو زلفى كقوله - فالذين عند ربك - (يرزقون) مثل ما يرزق سائر الاحياء يأكلون ويشربون وهو تأكيد لكونهم أحياء ووصف لحالهم التي هم عليها من التنعم برزق الله (فرحين بما آتاهم الله من فضله) وهو التوفيق في الشهادة وما ساق إليهم من الكرامة والتفضيل على غيرهم من كونهم أحياء مقربين معجلا لهم رزق الجنة ونعيمها. وعن النبي صلى الله عليه وسلم (لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تدور في أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش). (ويستبشرون ب) إخوانهم المجاهدين (الذين لم يلحقوا بهم) أي لم يقتلوا فيلحقوا بهم (من خلفهم) يريد الذين من خلفهم قد بقوا بعدهم وهم قد تقدموهم، وقيل لم يلحقوا بهم لم يدركوا فضلهم ومنزلتهم (ألا خوف عليهم) بدل من الذين، والمعنى: ويستبشرون بما تبين لهم من حال من تركوا خلفهم من المؤمنين، وهو أنهم يبعثون آمنين يوم القيامة بشرهم الله بذلك فهم مستبشرون به.