الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٣٨٥
إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض
____________________
في الكلام كقوله تعالى - لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن - (يعلم ما بين أيديهم ما خلفهم) ما كان قبلهم وما يكون بعدهم، والضمير لما في السماوات والأرض لان فيهم العقلاء أو لما دل عليه من ذا من الملائكة والأنبياء (من علمه) من معلوماته (إلا بما شاء) إلا بما علم. الكرسي ما يجلس عليه ولا يفضل عن مقعد القاعد، وفى قوله (وسع كرسيه) أربعة أوجه: أحدها أن كرسيه لم يضق عن السماوات والأرض لبسطته وسعته، وما هو إلا تصوير لعظمته وتخييل فقط ولا كرسي ثمة ولا قعود ولا قاعد كقوله - وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه - من غير تصور قبضة وطى ويمين، وإنما هو تخييل لعظمة شأنه وتمثيل حسي، ألا ترى إلى قوله - وما قدروا الله حق قدره - والثاني وسع علمه وسمى العلم كرسيا تسمية بمكانه الذي هو كرسي العالم. والثالث وسع
(٣٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 ... » »»