____________________
منهما وإن كانت محتوية على سائر الأشجار تغليبا لهما على غيرهما، ثم أردفهما ذكر كل الثمرات. ويجوز أن يريد بالثمرات المنافع التي كانت تحصل له فيها كقوله - وكان له ثمر - بعد قوله - جنتين من أعناب وحففناهما بنخل - فإن قلت: علام عطف قوله وأصابه الكبر؟ قلت: الواو للحال لا للعطف ومعناه: أن تكون له جنة وقد أصابه الكبر. وقيل يقال وددت لو كان كذا فحمل العطف على المعنى كأنه قيل: أيود أحدكم لو كانت له جنة وأصابه الكبر (من طيبات ما كسبتم) من جياد مكسوباتكم (ومما أخرجنا لكم) من الحب والثمر والمعادن وغيرها. فإن قلت: فهلا قيل وما أخرجنا لكم عطفا على ما كسبتم حتى يشتمل الطيب على المكسوب والمخرج من الأرض؟
قلت: معناه ومن طيبات ما أخرجنا لكم، إلا أنه حذف لذكر الطيبات (ولا تيمموا الخبيث) ولا تقصدوا المال الردئ منه (تنفقون) تخصونه بالانفاق وهو في محل الحال. وقرأ عبد الله: ولا تأمموا، وقرأ ابن عباس: ولا تيمموا بضم التاء ويممه وتيممه وتأممه سواء في معنى قصده (ولستم بآخذيه) وحالكم أنكم لا تأخذونه في حقوقكم (إلا أن تغمضوا فيه) إلا بأن تتسامحوا في أخذه وتترخصوا فيه، من قولك أغمض فلان عن بعض حقه إذا غض بصره ويقال للبائع أغمض: أي لا تستقص كأنك لا تبصر، وقال الطرماح:
لم يفتنا بالوتر قوم وللضيم * رجال يرضون بالاغماض وقرأ الزهري تغمضوا وأغمض وغمض بمعنى، وعنه تغمضوا بضم الميم وكسرها من غمض يغمض ويغمض. وقرأ قتادة تغمضوا على البناء للمغول بمعنى إلا أن تدخلوا فيه وتجذبوا إليه، وقيل إلا أن توجدوا مغمضين. وعن الحسن رضي الله عنه: لو وجدتموه في السوق يباع ما أخذتموه حتى يهضم لكم من ثمنه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما كانوا يتصدقون بحشف التمر وشراره فنهوا عنه: أي يعدكم في الانفاق (الفقر) ويقول لكم إن عاقبة إنفاقكم أن تفتقروا. وقرئ الفقر بالضم والفقر بفتحتين، والوعد يستعمل في الخير والشر، قال الله تعالى - النار وعدها الله الذين كفروا - (ويأمركم بالفحشاء) ويغريكم على البخل ومنع الصدقات إغراء الآمر للمأمور، والفاحش عند العرب البخيل (والله يعدكم) في الانفاق (مغفرة) لذنوبكم وكفارة لها (وفضلا) وأن يخلف عليكم أفضل مما أنفقتم أو ثوابا عليه في الآخرة (يؤتى الحكمة) يوفق للعلم والعمل به، والحكيم عند الله هو العالم العامل. وقرئ ومن يؤت الحكمة بمعنى: ومن يؤته الله الحكمة، وهكذا قرأ الأعمش، و (خيرا كثيرا) تنكير تعظيم كأنه قال فقد أوتى: أي خيرا كثيرا (وما يذكر إلا أولوا الألباب) يريد الحكماء العلام العمال، والمراد به الحث على العمل بما تضمنت الآي في معنى الانفاق (وما أنفقتم من نفقة) في سبيل الله أو في سبيل الشيطان
قلت: معناه ومن طيبات ما أخرجنا لكم، إلا أنه حذف لذكر الطيبات (ولا تيمموا الخبيث) ولا تقصدوا المال الردئ منه (تنفقون) تخصونه بالانفاق وهو في محل الحال. وقرأ عبد الله: ولا تأمموا، وقرأ ابن عباس: ولا تيمموا بضم التاء ويممه وتيممه وتأممه سواء في معنى قصده (ولستم بآخذيه) وحالكم أنكم لا تأخذونه في حقوقكم (إلا أن تغمضوا فيه) إلا بأن تتسامحوا في أخذه وتترخصوا فيه، من قولك أغمض فلان عن بعض حقه إذا غض بصره ويقال للبائع أغمض: أي لا تستقص كأنك لا تبصر، وقال الطرماح:
لم يفتنا بالوتر قوم وللضيم * رجال يرضون بالاغماض وقرأ الزهري تغمضوا وأغمض وغمض بمعنى، وعنه تغمضوا بضم الميم وكسرها من غمض يغمض ويغمض. وقرأ قتادة تغمضوا على البناء للمغول بمعنى إلا أن تدخلوا فيه وتجذبوا إليه، وقيل إلا أن توجدوا مغمضين. وعن الحسن رضي الله عنه: لو وجدتموه في السوق يباع ما أخذتموه حتى يهضم لكم من ثمنه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما كانوا يتصدقون بحشف التمر وشراره فنهوا عنه: أي يعدكم في الانفاق (الفقر) ويقول لكم إن عاقبة إنفاقكم أن تفتقروا. وقرئ الفقر بالضم والفقر بفتحتين، والوعد يستعمل في الخير والشر، قال الله تعالى - النار وعدها الله الذين كفروا - (ويأمركم بالفحشاء) ويغريكم على البخل ومنع الصدقات إغراء الآمر للمأمور، والفاحش عند العرب البخيل (والله يعدكم) في الانفاق (مغفرة) لذنوبكم وكفارة لها (وفضلا) وأن يخلف عليكم أفضل مما أنفقتم أو ثوابا عليه في الآخرة (يؤتى الحكمة) يوفق للعلم والعمل به، والحكيم عند الله هو العالم العامل. وقرئ ومن يؤت الحكمة بمعنى: ومن يؤته الله الحكمة، وهكذا قرأ الأعمش، و (خيرا كثيرا) تنكير تعظيم كأنه قال فقد أوتى: أي خيرا كثيرا (وما يذكر إلا أولوا الألباب) يريد الحكماء العلام العمال، والمراد به الحث على العمل بما تضمنت الآي في معنى الانفاق (وما أنفقتم من نفقة) في سبيل الله أو في سبيل الشيطان