الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٣٩٠
لبثت مئة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس
____________________
غيبوبة الشمس فقال قبل النظر إلى الشمس يوما ثم التفت فرأى بقية من الشمس فقال: أو بعض يوم. وروى أن طعامه كان تينا وعنبا وشرابه عصيرا أو لبنا فوجد التين والعنب كما جنيا والشراب على حاله (لم يتسنه) لم يتغير والهاء أصلية أو هاء سكت، واشتقاقه من السنة على الوجهين لان لامها هاء أو واو، وذلك أن الشئ يتغير بمرور الزمان. وقيل أصله يتسنن من الحمأ المسنون فقلبت نونه حرف علة كتقضي البازي، ويجوز أن يكون معنى لم يتسنه لم تمر عليه السنون التي مرت عليه، يعنى هو بحاله كما كان كأنه لم يلبث مائة سنة. وفى قراءة عبد الله فانظر إلى طعامك وهذا شرابك لم يتسن. وقرأ أبى لم يسنه بإدغام التاء في السين (وانظر إلى حمارك) كيف تفرقت عظامه ونخرت وكان له حمار قد ربطه، ويجوز أن يراد وانظر إليه سالما في مكانه كما ربطته، وذلك من أعظم الآيات أن يعيشه مائة عام من غير علف ولا ماء كما حفظ طعامه وشرابه من التغير (ولنجعلك آية للناس) فعلنا ذلك، يريد إحياءه بعد الموت وحفظ ما معه، وقيل أتى قومه راكب حماره وقال: أنا عزير، فكذبوه فقال: هاتوا التوراة فأخذ يهذها هذا عن ظهر قلبه وهم ينظرون في الكتاب، فما خرم حرفا فقالوا: هو ابن الله، ولم يقرأ التوراة ظاهرا أحد قبل عزير فذلك كونه آية، وقيل رجع إلى منزله فرأى أولاده شيوخا وهو شاب فإذا حدثهم بحديث قالوا
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»