____________________
أن يحمله وقالت له: إنك تقتل بنا جالوت، فحملها إلى مخلاته ورمى بها جالوت فقتله وزوجه طالوت بنته، وروى أنه حسده وأراد قتله ثم تاب (وآتاه الله الملك) في مشارق الأرض المقدسة ومغاربها وما اجتمعت بنو إسرائيل على ملك قط قبل داود (والحكمة) والنبوة (وعلمه مما يشاء) من صنعة الدروع وكلام الطير والدواب وغير ذلك (ولولا دفع الله الناس) ولولا أن الله يدفع بعض الناس ببعض ويكف بهم فسادهم لغلب المفسدون وفسدت الأرض وبطلت منافعها وتعطلت مصالحها من الحرث والنسل وسائر ما يعمر الأرض. وقيل ولولا أن الله ينصر المسلمين على الكفار لفسدت الأرض بعيث الكفار فيها وقتل المسلمين أو لو لم يدفعهم بهم لعم الكفر ونزلت السخطة فاستؤصل أهل الأرض (تلك آيات الله) يعنى القصص التي اقتصها من حديث الألوف وإماتتهم وإحيائهم وتمليك طالوت وإظهاره بالآية التي هي نزول التابوت من السماء وغلبة الجبابرة على يد صبي (بالحق) باليقين الذي لا يشك فيه أهل الكتاب في كتبهم كذلك (وإنك لمن المرسلين) حيث تخبر بها من غير أن تعرف بقراءة كتاب ولا سماع أخبار. (تلك الرسل) إشارة إلى جماعة الرسل التي ذكرت قصصها في السورة أو التي ثبت علمها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (فضلنا بعضهم على بعض) لما أوجب ذلك من تفاضلهم في الحسنات (منهم من كلم الله) منهم من فضله الله بأن كلمه من غير سفير وهو موسى عليه السلام. وقرئ كلم الله بالنصب. وقرأ اليماني كالم الله من المكالمة، ويدل عليه قولهم كليم الله بمعنى مكالمه (ورفع بعضهم درجات) أي ومنهم من رفعه على سائر الأنبياء فكان بعد تفاوتهم في الفضل أفضل منهم بدرجات كثيرة، والظاهر أنه أراد محمدا صلى الله عليه وسلم لأنه هو المفضل عليهم حيث أوتى ما لم يؤته أحد من الآيات المتكاثرة المرتقية إلى ألف آية أو أكثر، ولو لم يؤت إلا القرآن وحده لكفى به فضلا منيفا على سائر ما أوتى الأنبياء، لأنه المعجزة الباقية على وجه الدهر دون سائر المعجزات، وفى هذا الابهام من تفخيم فضله وإعلاء قدره ما لا يخفى لما فيه من الشهادة على أنه العلم الذي لا يشتبه والمتميز الذي لا يلتبس، ويقال للرجل من فعل هذا؟ فيقول أحدكم أو بعضكم يريد به الذي تعورف واشتهر