الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٣٨٩
أو كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل
____________________
السجن ليحرقه فقال له من ربك الذي تدعو إليه، فقال ربى الذي يحيى ويميت (أو كالذي) معناه: أو أرأيت مثل الذي مر فحذف لدلالة ألم تر عليه لان كلتيهما كلمة تعجيب، ويجوز أن يحمل على المعنى دون اللفظ كأنه قيل: أرأيت كالذي حاج إبراهيم أو كالذي مر على قرية، والمار كان كافرا بالبعث وهو الظاهر لانتظامه مع نمروذ في سلك ولكلمة الاستبعاد التي هي أنى يحيى، وقيل هو عزير أو الخضر، أراد أن يعاين إحياء الموتى ليزداد بصيرة كما طلبه إبراهيم عليه السلام، وقوله (أنى يحيى) اعتراف بالعجز عن معرفة طريقة الإحياء واستعظام لقدرة المحيى. والقرية بيت المقدس حين خربه بختنصر، وقيل هي التي خرج منها الألوف (وهى خاوية على عروشها) تفسيره فيما بعد (يوما أو بعض يوم) بناء على الظن. روى أنه مات ضحى وبعث بعد مائة سنة قبل
(٣٨٩)
مفاتيح البحث: البعث، الإنبعاث (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»