____________________
فخر، وسيد الفرس سلمان، وسيد الروم صهيب، وسيد الحبشة بلال، وسيد الجبال الطور، وسيد الأيام الجمعة، وسيد الكلام القرآن، وسيد القرآن البقرة، وسيد البقرة آية الكرسي). قلت: لما فضلت سورة الاخلاص من اشتمالها على توحيد الله تعالى وتعظيمه وتمجيده وصفاته العظمى ولا مذكور أعظم من رب العزة، فما كان ذكرا له كان أفضل من سائر الاذكار، وبهذا يعلم أن أشرف العلوم وأعلاها منزلة عند الله علم أهل العدل والتوحيد ولا يغرنك عنه كثرة أعدائه: فإن العرانين تلقاها محسدة * ولا ترى للئام الناس حسادا (لا إكراه في الدين) أي لم يجر الله أمر الإيمان على الاجبار والقسر ولكن على التمكين والاختيار، ونحوه قوله تعالى - ولو شاء ربك لامن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين - أي لو شاء لقسرهم على الايمان ولكنه لم يفعل وبنى الامر على الاختيار (قد تبين الرشد من الغي) قد تميز الايمان من الكفر بالدلائل الواضحة (فمن يكفر بالطاغوت) فمن اختار الكفر بالشيطان أو الأصنام والايمان بالله (فقد استمسك بالعروة الوثقى) من الحبل الوثيق المحكم المأمون انفصامها: أي انقطاعها وهذا تمثيل للمعلوم والنظر والاستدلال بالمشاهد المحسوس حتى يتصوره السامع كأنه ينظر إليه بعينه فيحكم اعتقاده والتيقن به، وقيل هو إخبار في معنى النهى: أي لا تكرهوا في الدين ثم قال بعضهم هو منسوخ بقوله - جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم - وقيل هو في أهل الكتاب خاصة لانهم حصنوا أنفسهم بأداء الجزية. وروى (أنه كان لأنصاري من بنى سالم بن عوف ابنان، فتنصرا قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قدما المدينة فلزمهما أبوهما وقال: والله لا أدعكما حتى تسلما، فأبيا فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأنصاري: يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر، فنزلت فخلاهما) (الله ولى الذين آمنوا) أي أرادوا أن يؤمنوا يلطف بهم حتى يخرجهم بلطفه وتأييده من الكفر إلى الايمان (والذين كفروا) أي صمموا على الكفر أمرهم على عكس ذلك، أو الله ولي المؤمنين يخرجهم من الشبه في الدين إن وقعت لهم بما يهديهم ويوقفهم له من حلها حتى يخرجوا منها إلى نور اليقين (والذين كفروا أولياؤهم) الشياطين (يخرجونهم) من نور البينات التي تظهر لهم إلى ظلمات الشك والشبهة (ألم تر) تعجيب من محاجة نمروذ في الله وكفره به (أن آتاه الله الملك) متعلق بحاج على وجهين: أحدهما حاج لان آتاه الله الملك على