الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٣٨٨
إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين
____________________
معنى أن إيتاء الملك أبطره وأورثه الكبر والعتو فحاج لذلك، أو على أنه وضع المحاجة في ربه موضع ما وجب عليه من الشكر على أن آتاه الله الملك، فكأن المحاجة كانت كذلك كما تقول: عاداني فلان لأني أحسنت إليه تريد أنه عكس ما كان يجب عليه من الموالاة لأجل الاحسان، ونحوه قوله تعالى - وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون - والثاني حاج وقت أن آتاه الله الملك. فإن قلت: كيف جاز أن يؤتى الله الملك الكافر؟ قلت: فيه قولان: آتاه ما غلب به وتسلط من المال والخدم والاتباع. وأما التغليب والتسليط فلا. وقيل ملكه امتحانا لعباده، و (إذ قال) نصب بحاج أو بدل من أن آتاه إذا جعل بمعنى الوقت (أنا أحيى وأميت) يريد أعفو عن القتل وأقتل وكان الاعتراض عتيدا ولكن إبراهيم لما سمع جوابه الأحمق لم يحاجه فيه، ولكن انتقل إلى مالا يقدر فيه على نحو ذلك الجواب ليبهته أول شئ، وهذا دليل على جواز الانتقال للمجادل من حجة إلى حجة. وقرئ فبهت الذي كفر: أي فغلب إبراهيم الكافر. وقرأ أبو حياة فبهت بوزن قرب. وقيل كانت هذه المحاجة حين كسر الأصنام وسجنه نمروذ ثم أخرجه من
(٣٨٨)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»