الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٣٢٧
ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء
____________________
الأول على البناء للفاعل والثاني على البناء للمفعول: أي تبرأ الأتباع من الرؤساء (ورأوا العذاب) الواو للحال:
أي تبرءوا في حال رؤيتهم العذاب (وتقطعت) عطف على تبرأ و (الأسباب) الوصل التي كانت بينهم من الاتفاق على دين واحد ومن الأنساب والمحاب والاتباع والاستتباع كقوله: لقد تقطع بينكم (لو) في معنى التمني، ولذلك أجيب بالفاء الذي يجاب به التمني كأنه قيل: ليت لنا كرة فنتبرأ منهم (كذلك) مثل ذلك الإراء الفظيع (يريهم الله أعمالهم حسرات) أي ندامات وحسرات ثالث مفاعيل أرى ومعناه: أن أعمالهم تنقلب حسرات عليهم فلا يرون إلا حسرات مكان أعمالهم (وما هم بخارجين) هم بمنزلته في قوله: هم يفرشون اللبد كل طمرة.
في دلالته على قوة أمرهم فيما أسند إليهم لا على الاختصاص (حلالا) مفعول كلوا أو حال مما في الأرض (طيبا) طاهرا من كل شبهة (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) فتدخلوا في حرام أو شبهة أو تحريم حلال أو تحليل حرام ومن للتبعيض لأن كل ما في الأرض ليس بمأكول، وقرئ خطوات بضمتين وخطوات بضمة وسكون وخطؤات بضمتين وهمزة جعلت الضمة على الطاء كأنها على الواو وخطوات بفتحتين وخطوات بفتحة وسكون، والخطوة المرة من الخطو، والخطوة ما بين قدمي الخاطي وهما كالغرفة والغرفة والقبضة والقبضة، يقال اتبع خطواته ووطئ على عقبه: إذا اقتدى به واستن بسنته (مبين) ظاهر العداوة لا خفاء به (إنما يأمركم) بيان لوجوب الانتهاء عن اتباعه وظهور عداوته: أي لا يأمركم بخير قط إنما يأمركم (بالسوء) بالقبيح (والفحشاء)
(٣٢٧)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»