____________________
فإنهم لا يضرونكم (واخشوني) فلا تخالفوا امرى وما رايته مصلحة لكم، ومتعلق اللام محذوف معناه: ولاتمامي النعمة عليكم وإرادتي اهتداء كم أمرتكم بذلك أو يعطف على علة مقدرة كأنه قيل واخشوني لا وفقكم ولاتم نعمتي عليكم. وقيل هو معطوف على لئلا يكون وفى الحديث (تمام النعمة دخول الجنة) وعن علي رضي الله عنه (تمام النعمة الموت على الاسلام) (كما أرسلنا) إما أن يتعلق بما قبلة: أي ولاتم نعمتي عليكم في الآخرة بالثواب كما أتمتها عليكم في الدنيا بارسال الرسول أو بما بعده: أي كما ذكرتكم بارسال الرسول (فاذكروني) بالطاعة (أذكركم) بالثواب (واشكروا لي) ما أنعمت به عليكم (ولا تكفرون) ولا تجحدوا نعمائي (أموات بل أحياء) هم أموات بل هم أحياء (ولكن لا تشعرون) كيف حالهم في حياتهم. وعن الحسن أن الشهداء أحياء عند الله) تعرض أرزاقهم على أرواحهم فيصل إليهم الروح والفرح كما تعرض النار على أرواح آل فرعون غدوة وعشيا فيصل إليهم الوجع، وعن مجاهد يرزقون ثم الجنة ويجدون ريحها وليسوا فيها. وقالوا: يجوز أن يجع الله من أجزاء الشهيد جملة فيحييها ويوصل إليها النعم وإن كانت في حجم الذرة، وقيل نزلت في شهداء بدر وكانوا أربعة عشر (ولنبلونكم) ولنصيبنكم بذلك إصابة تشبه فعل المختبر لأحوالكم هل تصبرون وتثبتون على ما أنتم عليه من الطاعة وتسلمون لأمر الله وحكمه أم لا (بشئ) بقليل من كل واحد من هذه البلايا وطرف منه (وبشر الصابرين) المسترجعين عند البلاء لان الاسترجاع تسليم وإذعان، وعن النبي صلى الله عليه وسلم (من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا صالحا يرضاه وروى أنه طفي ء سراج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون: فقيل: أمصيبة هي؟ قال: نعم كل شئ يؤذى المؤمن فهوله عليهم ويريهم أن رحمته معهم في كل حالا لا تزايلهم، وانما وعدهم ذلك قبل كونه ليوطنوا عليه نفوسهم، ونقص عطف على شئ أو على الخوف بمعنى وشئ من نقص الأموال، والخطاب في (وبشر) لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل من يتأتى منه البشارة. وعن الشافعي رحمه الله: الخوف خوف الله، والجوع صيام شهر رمضان،