____________________
وقرأ ابن محيصن فأطره بإدغام الضاد في الطاء كما قالوا اطجع، وهى لغة مرذولة لأن الضاد من الحروف الخمسة التي يدغم فيها ما يجاورها ولا تدغم هي فيما يجاورها وهى حروف ضم شفر (يرفع) حكاية حال ماضية. والقواعد:
جمع قاعدة وهى الأساس والأصل لما فوقه وهى صفة غالبة ومعناها الثابتة، ومنه قعدك الله: أي أسأل الله أن يقعدك: أي يثبتك، ورفع الأساس البناء عليها لأنها إذا بنى عليها نقلت عن هيئة الانخفاض إلى هيئة الارتفاع وتطاولت بعد التقاصر، ويجوز أن يكون المراد بها سافات البناء لأن كل ساف قاعدة للذي يبنى عليه ويوضع فوقه، ومعنى رفع القواعد رفعها بالبناء لأنه إذا وضع سافا فوق ساف فقد رفع السافات ويجوز أن يكون المعنى: وإذ يرفع إبراهيم ما قعد من البيت: أي استوطأ، يعنى جعل هيئته القاعدة المستوطئة مرتفعة عالية بالبناء. وروى أنه كان مؤسسا قبل إبراهيم فبنى على الأساس. وروى أن الله تعالى أنزل البيت ياقوتة من يواقيت الجنة له بابان من زمرذ شرقي وغربى وقال لآدم عليه السلام: أهبطت لك ما يطاف به كما يطاف حول عرشي، فتوجه آدم من أرض الهند إليه ماشيا، وتلقته الملائكة فقالوا: بر حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام، وحج آدم أربعين حجة من أرض الهند إلى مكة على رجليه، فكان على ذلك إلى أن رفعه الله أيام الطوفان إلى السماء الرابعة فهو البيت المعمور، ثم إن الله تعالى أمر إبراهيم ببنائه وعرفه جبريل مكانه. وقيل بعث الله سحابة أظلته ونودي أن ابن علي ظلها لا تزد ولا تنقص. وقيل بناه من خمسة أجبل: طور سينا وطور زيتا ولبنان والجودي وأسسه من حراء وجاءه جبريل بالحجر الأسود من السماء. وقيل تمخض أبو قبيس فانشق عنه وقد خبئ فيه في أيام الطوفان، وكان ياقوتة بيضاء من الجنة فلما لمسته الحيض في الجاهلية اسود. وقيل كان إبراهيم يبنى وإسماعيل يناوله الحجارة (ربنا) أي يقولان ربنا وهذا الفعل في محل النصب على الحال وقد أظهره عبد الله في قراءته، ومعناه: يرفعانها قائلين ربنا (إنك أنت السميع) لدعائنا (العليم) بضمائرنا ونياتنا. فإن قلت: هلا قيل قواعد البيت وأي فرق بين العبارتين؟ قلت: في إبهام القواعد وتبيينها بعد الإبهام ما ليس في إضافتها لما في الإيضاح بعد الإبهام من تفخيم لشأن المبين (مسلمين لك) مخلصين لك أوجهنا من قوله - أسلم وجهه لله - أو مستسلمين، يقال أسلم له وسلم واستسلم: إذا خضع وأذعن. والمعنى: زدنا إخلاصا أو إذعانا لك، وقرئ مسلمين على الجمع كأنهما أرادا أنفسهما وهاجر أو أجريا التثنية على حكم الجمع لأنها منه (ومن ذريتنا) واجعل من ذريتنا (أمة مسلمة لك) ومن للتبعيض أو للتبيين كقوله - وعد الله الذين آمنوا منكم - فإن قلت: لم خصا ذريتهما. بالدعاء؟ قلت: لأنهم أحق بالشفقة والنصيحة - قو أنفسكم وأهليكم نارا - ولأن أولاد الأنبياء إذا صلحوا صلح بهم غيرهم وشايعوهم على الخير، ألا ترى أن المقدمين من العلماء والكبراء إذا كانوا على السداد كيف يتسببون لسداد من وراءهم؟
وقيل أراد بالأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم (وأرنا) منقول من رأى بمعنى أبصر أو عرف ولذلك لم يتجاوز مفعولين: أي وبصرنا متعبداتنا في الحج أو وعرفناها وقيل مذابحنا. وقرئ وأرنا بسكون الراء قياسا على فخذ في فخذ، وقد استرذلت لأن الكسرة منقولة من الهمزة الساقطة دليل عليها فإسقاطها إجحاف، وقرأ أبو عمرو بإشمام
جمع قاعدة وهى الأساس والأصل لما فوقه وهى صفة غالبة ومعناها الثابتة، ومنه قعدك الله: أي أسأل الله أن يقعدك: أي يثبتك، ورفع الأساس البناء عليها لأنها إذا بنى عليها نقلت عن هيئة الانخفاض إلى هيئة الارتفاع وتطاولت بعد التقاصر، ويجوز أن يكون المراد بها سافات البناء لأن كل ساف قاعدة للذي يبنى عليه ويوضع فوقه، ومعنى رفع القواعد رفعها بالبناء لأنه إذا وضع سافا فوق ساف فقد رفع السافات ويجوز أن يكون المعنى: وإذ يرفع إبراهيم ما قعد من البيت: أي استوطأ، يعنى جعل هيئته القاعدة المستوطئة مرتفعة عالية بالبناء. وروى أنه كان مؤسسا قبل إبراهيم فبنى على الأساس. وروى أن الله تعالى أنزل البيت ياقوتة من يواقيت الجنة له بابان من زمرذ شرقي وغربى وقال لآدم عليه السلام: أهبطت لك ما يطاف به كما يطاف حول عرشي، فتوجه آدم من أرض الهند إليه ماشيا، وتلقته الملائكة فقالوا: بر حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام، وحج آدم أربعين حجة من أرض الهند إلى مكة على رجليه، فكان على ذلك إلى أن رفعه الله أيام الطوفان إلى السماء الرابعة فهو البيت المعمور، ثم إن الله تعالى أمر إبراهيم ببنائه وعرفه جبريل مكانه. وقيل بعث الله سحابة أظلته ونودي أن ابن علي ظلها لا تزد ولا تنقص. وقيل بناه من خمسة أجبل: طور سينا وطور زيتا ولبنان والجودي وأسسه من حراء وجاءه جبريل بالحجر الأسود من السماء. وقيل تمخض أبو قبيس فانشق عنه وقد خبئ فيه في أيام الطوفان، وكان ياقوتة بيضاء من الجنة فلما لمسته الحيض في الجاهلية اسود. وقيل كان إبراهيم يبنى وإسماعيل يناوله الحجارة (ربنا) أي يقولان ربنا وهذا الفعل في محل النصب على الحال وقد أظهره عبد الله في قراءته، ومعناه: يرفعانها قائلين ربنا (إنك أنت السميع) لدعائنا (العليم) بضمائرنا ونياتنا. فإن قلت: هلا قيل قواعد البيت وأي فرق بين العبارتين؟ قلت: في إبهام القواعد وتبيينها بعد الإبهام ما ليس في إضافتها لما في الإيضاح بعد الإبهام من تفخيم لشأن المبين (مسلمين لك) مخلصين لك أوجهنا من قوله - أسلم وجهه لله - أو مستسلمين، يقال أسلم له وسلم واستسلم: إذا خضع وأذعن. والمعنى: زدنا إخلاصا أو إذعانا لك، وقرئ مسلمين على الجمع كأنهما أرادا أنفسهما وهاجر أو أجريا التثنية على حكم الجمع لأنها منه (ومن ذريتنا) واجعل من ذريتنا (أمة مسلمة لك) ومن للتبعيض أو للتبيين كقوله - وعد الله الذين آمنوا منكم - فإن قلت: لم خصا ذريتهما. بالدعاء؟ قلت: لأنهم أحق بالشفقة والنصيحة - قو أنفسكم وأهليكم نارا - ولأن أولاد الأنبياء إذا صلحوا صلح بهم غيرهم وشايعوهم على الخير، ألا ترى أن المقدمين من العلماء والكبراء إذا كانوا على السداد كيف يتسببون لسداد من وراءهم؟
وقيل أراد بالأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم (وأرنا) منقول من رأى بمعنى أبصر أو عرف ولذلك لم يتجاوز مفعولين: أي وبصرنا متعبداتنا في الحج أو وعرفناها وقيل مذابحنا. وقرئ وأرنا بسكون الراء قياسا على فخذ في فخذ، وقد استرذلت لأن الكسرة منقولة من الهمزة الساقطة دليل عليها فإسقاطها إجحاف، وقرأ أبو عمرو بإشمام