____________________
مالكها ومتوليها (فأينما تولوا) ففي أي مكان فعلتم التولية يعنى تولية وجوهكم شطر القبلة بدليل قوله تعالى - فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره - (فثم وجه الله) أي جهته التي أمر بها ورضيها والمعنى أنكم إذا منعتم أن تصلوا في المسجد الحرام وفى بيت المقدس فقد جعلت لكم الأرض مسجدا فصلوا في أي بقعة شئتم من بقاعها وافعلوا التولية فيها فإن التولية ممكنة في كل مكان، لا يختص إمكانها في مسجد دون مسجد ولا في مكان دون مكان (إن الله واسع) الرحمة يريد التوسعة على عباده والتيسير عليهم (عليم) بمصالحهم وعن ابن عمر نزلت في صلاة المسافر على الراحلة أينما توجهت، وعن عطاء عميت القبلة على قوم فصلوا إلى أنحاء مختلفة فلما أصبحوا تبينوا خطأهم فعذروا وقيل معناه: فأينما تولوا للدعاء والذكر ولم يرد الصلاة وقرأ الحسن فأينما تولوا بفتح التاء من التولي يريد فأينما توجهوا القبلة (وقالوا) وقرئ بغير واو، يريد الذين قالوا المسيح ابن الله وعزير ابن الله والملائكة بنات الله (سبحانه) تنزيه له عن ذلك وتبعيد (بل له ما في السماوات والأرض) هو خالقه ومالكه ومن جملته الملائكة وعزير والمسيح (كل له قانتون) منقادون لا يمتنع شئ منهم على تكوينه وتقديره ومشيئته، ومن كان بهذه الصفة لم يجانس ومن حق الولد أن يكون من جنس الوالد والتنوين في كل عوض من المضاف إليه: أي كل ما في السماوات والأرض، ويجوز أن يراد كل من جعلوه لله ولدا له قانتون مطيعون عابدون مقرون بالربوبية منكرون لما أضافوا إليهم فإن قلت كيف جاء بما التي لغير أولى العلم مع قوله قانتون؟ قلت هو كقوله سبحانه ما سخركن لنا وكأنه جاء بما دون من تحقيرا لهم وتصغيرا لشأنهم كقوله: - وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا - يقال بدع الشئ فهو بديع كقولك بزع الرجل فهو بزيع، و (بديع السماوات) من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها أي بديع سماواته وأرضه وقيل البديع بمعنى المبدع كما أن السميع في قول عمرو * أمن ريحانة الداعي السميع * بمعنى المسمع وفيه نظر (كن فيكون) من كان التامة أي أحدث فيحدث وهذا مجاز من الكلام تمثيل ولا قول ثم كما لا قول في قوله: إذ قالت الأنساع للبطن الحق وإنما المعنى أن ما قضاه من الأمور وأراد كونه فإنما يتكون ويدخل تحت الوجود من غير امتناع ولا توقف كما أن المأمور المطيع الذي يؤمر فيمتثل لا يتوقف ولا يمتنع ولا يكون منه الإباء أكد بهذا استبعاد الولادة لأن من كان بهذه الصفة من القدرة كانت حاله مباينة لأحوال الأجسام في توالدها. وقرئ بديع السماوات مجرورا على أنه بدل من الضمير في له، وقرأ المنصور بالنصب على المدح (وقال الذين لا يعلمون) وقال الجهلة من المشركين وقيل من أهل الكتاب ونفى عنهم لأنهم لم يعملوا به (لولا يكلمنا الله) هلا يكلمنا كما يكلم الملائكة وكلم موسى استكبارا منهم وعتوا (أو تأتينا آية) جحودا لأن يكون ما أتاهم من أيات الله آيات