____________________
الكسرة، وقرأ عبد الله " وأرهم منسكهم وتب علينا " ما فرط (1) منا من الصغائر أو استتابا لذريتهما (وابعث فيهم) في الأمة المسلمة (رسولا منهم) من أنفسهم، روى أنه قيل له قد استجيب لك وهو في آخر الزمان، فبعث الله فيهم محمدا صلى الله عليه وسلم. قال عليه الصلاة والسلام " أنا دعوة أبى لإبراهيم وبشرى أخي عيسى ورؤيا أمي " (يتلو عليهم آياتك) يقرأ عليهم ويبلغهم ما يوحى إليه من دلائل وحدانيتك وصدق أنبيائك (ويعلمهم الكتاب) القرآن (والحكمة) الشريعة وبيان الأحكام (ويزكيهم) ويطهرهم من الشرك وسائر الأرجاس كقوله - ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث - (ومن يرغب) إنكار واستبعاد لأن يكون في العقلاء من يرغب عن الحق الواضح الذي هو ملة إبراهيم و (من سفه) في محل الرفع على البدل من الضمير في يرغب، وصح البدل لأن من يرغب غير موجب كقولك: هل جاءك أحد إلا زيد. سفه نفسه امتهنها واستخف بها. وأصل السفه الخفة ومنه زمام سفيه.
وقيل انتصاب النفس على التمييز نحو غبن رأيه وألم رأسه، ويجوز أن يكون في شذوذ تعريف المميز نحو قوله:
ولا بفزازة الشعر الرقابا * أجب الظهر ليس له سنام وقيل معناه: سفه في نفسه فحذف الجار كقولهم: زيد ظني مقيم: أي في ظني والوجه هو الأول، وكفى شاهدا له بما جاء في الحديث " الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس "، وذلك أنه إذا رغب عما لا يرغب عنه عاقل قط فقد بالغ في إذالة نفسه وتعجيزها حيث خالف بها كل نفس عاقلة (ولقد اصطفيناه) بيان لخطأ رأى من رغب عن ملته، لأن من جمع الكرامة عند الله في الدارين بأن كان صفوته وخيرته في الدنيا وكان مشهودا له بالاستقامة على الخير في الآخرة لم يكن أحد أولى بالرغبة في طريقته منه (إذ قال) ظرف لاصطفيناه: أي اخترناه في ذلك الوقت، أو انتصب بإضمار أذكر استشهادا على ما ذكر من حاله كأنه قيل: أذكر ذلك الوقت لتعلم أنه المصطفى الصالح الذي لا يرغب عن ملة مثله. ومعنى (أسلم) أخطر ببالك النظر في الدلائل المؤدية إلى المعرفة والإسلام (قال أسلمت) أي فنظر وعرف وقيل أسلم أي أذعن وأطع. وروى أن عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام فقال لهما: قد علمنا أن الله تعالى قال في التوراة إني باعث من ولد إسماعيل نبيا اسمه أحمد فمن آمن به فقد اهتدى ورشد ومن لم يؤمن به فهو ملعون فأسلم سلمة وأبى مهاجر أن يسلم فنزلت. قرئ وأوصى وهى في مصاحف أهل الحجاز والشأم والضمير في (بها) لقوله: أسلمت لرب العالمين على تأويل الكلمة والجملة ونحوه رجوع الضمير في قوله - وجعلها كلمة باقية - إلى قوله - إنني براء مما تعبدون. إلا الذي فطرني وقوله:
وقيل انتصاب النفس على التمييز نحو غبن رأيه وألم رأسه، ويجوز أن يكون في شذوذ تعريف المميز نحو قوله:
ولا بفزازة الشعر الرقابا * أجب الظهر ليس له سنام وقيل معناه: سفه في نفسه فحذف الجار كقولهم: زيد ظني مقيم: أي في ظني والوجه هو الأول، وكفى شاهدا له بما جاء في الحديث " الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس "، وذلك أنه إذا رغب عما لا يرغب عنه عاقل قط فقد بالغ في إذالة نفسه وتعجيزها حيث خالف بها كل نفس عاقلة (ولقد اصطفيناه) بيان لخطأ رأى من رغب عن ملته، لأن من جمع الكرامة عند الله في الدارين بأن كان صفوته وخيرته في الدنيا وكان مشهودا له بالاستقامة على الخير في الآخرة لم يكن أحد أولى بالرغبة في طريقته منه (إذ قال) ظرف لاصطفيناه: أي اخترناه في ذلك الوقت، أو انتصب بإضمار أذكر استشهادا على ما ذكر من حاله كأنه قيل: أذكر ذلك الوقت لتعلم أنه المصطفى الصالح الذي لا يرغب عن ملة مثله. ومعنى (أسلم) أخطر ببالك النظر في الدلائل المؤدية إلى المعرفة والإسلام (قال أسلمت) أي فنظر وعرف وقيل أسلم أي أذعن وأطع. وروى أن عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام فقال لهما: قد علمنا أن الله تعالى قال في التوراة إني باعث من ولد إسماعيل نبيا اسمه أحمد فمن آمن به فقد اهتدى ورشد ومن لم يؤمن به فهو ملعون فأسلم سلمة وأبى مهاجر أن يسلم فنزلت. قرئ وأوصى وهى في مصاحف أهل الحجاز والشأم والضمير في (بها) لقوله: أسلمت لرب العالمين على تأويل الكلمة والجملة ونحوه رجوع الضمير في قوله - وجعلها كلمة باقية - إلى قوله - إنني براء مما تعبدون. إلا الذي فطرني وقوله: