أصحاب السعير (10) فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير) (11) ست آيات.
قرأ أبو جعفر والكسائي (فسحقا) بضم الحاء مثقل. الباقون بالتخفيف، وهما لغتان.
لما ذكر الله تعالى ما أعد للشياطين من عذاب السعير، ذكر عقيبه وعيد الكفار وما أعد لهم لاتصال ذلك بوعيد النار، فقال (وللذين كفروا) يعني بتوحيد الله وإخلاص عبادته وجحدوا نبوة رسله وما جاءوا به (عذاب جهنم) ثم قال (وبئس المصير) أي بئس المآل والمرجع. وإنما وصفه ب (بئس) وهي من صفات الذم، والعقاب حسن، لما في ذلك من الضرر الذي يجب على كل عاقل أن يتقيه بغاية الجهد واستفراغ الوسع ومع هذا ليس يخفى المراد في ذلك على أحد ولا يجوز قياسا على ذلك أن يوصف به الفاعل، لأنه لا يوصف به الفاعل إلا على وجه الذم، لأنه لا يقال: بئس الرجل إلا لمن كان مستحقا للذم من حيث أن القادر قادر على الضدين.
ووجه الحكمة في فعل العقاب ما فيه من الزجر المتقدم للمكلف، ولا يمكن أن يكون مزجورا إلا به ولولاه لكان مغرى بالقبيح.
ثم قال تعالى (إذا ألقوا فيها) ومعناه إذا طرح الكفار في النار (سمعوا لها) يعني للنار (شهيقا) وصوتا فظيعا بنفس كالنزع، فإذا اشتد لهيب النار سمع لها ذلك الصوت كأنها تطلب الوقود، قال رؤبة:
حشرج في الجوف سحيلا أو شهق * حتى يقال ناهق وما نهق (1)